تتحول الرياض شيئاً فشيئاً إلى مدينة قاسية جادة الملامح بقيادة عدد من رجال المال والأعمال! ومع سيرها الحثيث للتمدن والتحضر فإن ذلك أفقدها الاهتمام باحتياجات هامة وضرورية لأي مدينة وهي الاحتياجات الثقافية والاجتماعية! إذ إنها لا تحتوي على مراكز ثقافية قادرة على احتواء سكانها في أنشطة جماهيرية ثقافية بقدر ما تحتويهم في مهرجان تسوق!!
رجال المال والأعمال يتنافسون فقط في مشاريع «تشفط» ما لدى الناس من «سيولة» مادية حتى كاد يصيبهم «الجفاف»! قلة من رجال الأعمال تتوجه إلى إقامة مراكز ثقافية أو تعليمية أو رعاية أنشطة ثقافية.. في الرياض لا يمكنك أن تعد أسواقها ومطاعمها ومراكزها التجارية ومقاهيها لكثرتها ولكنك أيضا لن تستطع أن تعد مسارحها ومراكزها الثقافية «الحية» لأنها غير موجودة، أليست هذه ظاهرة سلبية؟!
في الكثير من دول العالم لرجال الأعمال مساهمات وتبرعات في كل مجال، فما بال أصحاب رؤوس الأموال لدينا لا يتوجهون إلى إنشاء المراكز الثقافية والاجتماعية باجتزاء نسبة بسيطة من أرباحهم، أليس ذلك واجباً اجتماعياً ووطنياً عليهم بدل أن يحولونا إلى «طوابير» في منظومة المستهلكين لما في أسواقهم ومطاعمهم ومخططات أراضيهم التي غزت حتى أبعد شبر من صحاري الرياض!
|