خطبة نبوية:
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالخيف من منى وكان مما قال: «نضر الله امرأً سمع مقالتي فأداها كما سمعها فرب حامل فقه غير فقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن، إخلاص العمل لله والنصيحة لولاة المسلمين ولزوم جماعتهم».
خطبة لطيفة واضحة محصورة المعنى محدودة الكلمات، وهكذا كانت خطب رسول الله يفهمها كل من يسمعها لا تحتاج إلى شرح ولا ايضاح.. وفيها مبادئ وقواعد تنظم الحياة وترسم الطريق..
وكل الخطب التي رأيت أو سمعت من خطب رسول الله ليس فيها طول مملول ولا قصر مذموم.
ولقد كان يقول صلى الله «إن قصر خطبة الرجل وطول صلاته مئنة من فقه..».
وكنت أصيخ سمعي لخطباء اليوم انتظر ان اسمع نقلاً لخطبة من خطب رسول الله وتعليقاً عليها ودعوة لفكرتها فلا اجد ذلك.
بل أجد طرفي نقيض: ففريق يوغل في الاختصار ولو بدون فائدة.. وآخر يحاول التجديد.. فيسلك طريق الاسهاب، والشرح والبيان والتفريع والتعليق حتى يغالب المستمعين النعاس ويداخلهم الضجر.
فيذهب طول الخطبة بجمالها ان وجد فيها جمال ويبقى الخطيب وحده يرفع عقيرته كأنه صائح في صحراء.
إن خطبة الجمعة مهمة بالنسبة للمسلمين والهدف منها مخاطبة الحاضرين وخروجهم بفائدة جديدة من كلام الخطيب.. لا أن يدخلوا ويخرجوا كما دخلوا.
فهل يدرك ذلك خطباؤنا؟..
|