يروي القرطاجيون إنه يوجد في ما وراء البحر المتوسط بلاد مأهولة كانوا يقصدونها لأعمال تجارية.
وعندما بلغت سفن القرطاجيون تلك البلاد أنزلوا بضائعهم إلى الأرض ووضعوها بترتيب على الشاطئ وعادوا إلى سفنهم حيث راحوا يصعدون منها دخانا كثيفا.. حتى إذا رأى سكان تلك البلاد الدخان جاؤوا إلى شاطئ البحر ووضعوا هناك كميات من الذهب ثمنا للبضائع وقفلوا راجعين للاختباء بين الأشجار المجاورة.
ثم يخرج القرطاجيون مرة ثانية من السفن ويتفحصون كمية الذهب، فإذا كانت توازي قيمة البضاعة حملوها وأقلعوا أما إذا كان الذهب أقل مما يطالبون به فكانوا يصعدون إلى سفنهم من جديد وينتظرون بهدوء عروضا جديدة فيعود أبناء ذلك الشاطئ ويضيفون شيئا من الذهب إلى الكمية السابقة تتجاوب مع رغبة أصحاب البضائع وكان القرطاجيون لايمسون الذهب المعروض إلا إذا اعتبروه كافيا لثمن البضاعة وكذلك يفعل الآخرون فلا ينقلون البضاعة قبل أن يأخذ القرطاجيون الذهب.
هكذا كانت تجارة ذلك العهد.. أما الآن فإن الأمور قد تبدلت تماماً.
|