آنست مكاتب دار الجزيرة مساء الأربعاء الماضي بزيارة أخ مسلم فاضل من مسلمي الهند وهو الاستاذ محمد أبو الجلال بصحبة كل من الأخوين السيد عبدالرحمن تروائي المليباري والسيد حيدر علي محيي الدين المليباري.
والاستاذ محمد ابو الجلال من الشخصيات الهندية المسلمة العاملة بخطى حثيثة في خدمة الدين الإسلامي ومحاربة أعدائه وإحباط مساعيهم للنيل من الإسلام وتعاليمه السمحة، فهو يشغل عمادة الكلية الإسلامية بشانتبرم في كيرالا، ورئاسة مجلس التعليم الإسلامي التابع لفرع الجماعة الإسلامية في كيرالا، وإضافة إلى ذلك فهو عضو في مجلس الشورى للجماعة الإسلامية الهندية بكيرالا، هذا المجلس الذي انبثق عن الاجتماع الذي عقد في لاهور والذي دعا إليه الاستاذ الكبير ابو الأعلى المودودي في أول شعبان عام 1360هـ.
ومجلس التعليم الإسلامي المذكور والذي يتولى محمد أبو جلال رئاسته يشرف على مائة وخمسين مدرسة ابتدائية، وخمس مدارس ثانوية وعلى ثلاث كليات إسلامية عليا من ضمنها الكلية الإسلامية بشانتبرم. ويتبع هذه الكلية مدرسة ثانوية ومدرسة ابتدائية يدرس فيهما 300 طالب من المسلمين من مختلف انحاء الهند.
وأما الكلية الإسلامية فتعتبر من أكبر المعاهد الدينية في جنوب الهند، تأسست عام 1955م في قرية شانتبرم في كيرالا، هدفها إعداد رجال صالحين يتحلون بالأخلاق الإسلامية، ويضطلعون بالدعوة الإسلامية لدحض مزاعم وأقوال أعداء الإسلام ودحرهم.
ومن أهم خصائص منهجها الدراسي إنه يجمع بين العلوم الدينية والعلوم الاجتماعية الحديثة فيدرس فيها القرآن والحديث وتعنى بصفة خاصة بتعليم اللغة العربية ثم بتعليم اللغة الانجليزية والآردية والعلوم العصرية الجديدة في ضوء الأسس الإسلامية، على ثلاث مراحل دراسية (الابتدائية وهي خمس سنوات، والثانوية وهي أربع سنوات والعالية وهي أربع سنوات أيضاً،) ومن المواد التي تدرس فيها: تفسير القرآن والحديث وأصوله، والفقه وأصوله وتاريخ التشريع الإسلامي وعلم الفرائض ومختصر تاريخ العالم وتاريخ الأدب العربي والبلاغة.
ومما يدل على نجاح الكلية في مهمتها كثرة الوافدين إليها من الطلاب، ولكن مما يؤسف له أنه ليس باستطاعة الكلية قبول هذه الكثرة من الوافدين، لأسباب منها:
إن الكلية تتولى الانفاق على الطلبة فتؤمن لهم الطعام والكتب من دون مقابل.
وان الكلية في محنة مالية، إذ ليس لها موارد ثابتة مقررة فهي تحصل على معونات المسلمين، فوجودها في قلق فيما إذا استمرت في الاعتماد على التبرعات.
إن مجلس التعليم الإسلامي في الهند ليهيب بالمسلمين ورجال البر والصلاح وأهل الغيرة على الدين الإسلامي الحنيف، ان ينظروا بعين العطف والتآخي نحو إخوانهم المسلمين في الهند، وان يدعموا الكلية الإسلامية، القلعة الصامدة في وجه الطغيان والكفر والالحاد، {إنَّا لا نٍضٌيعٍ أّجًرّ مّنً أّحًسّنّ عّمّلاْ}.
|