في مثل هذا اليوم من عام 1895 قرر العالم الكيميائي ألفريد نوبل تمويل مشروع لجائزة عالمية تمنح من أمواله إلى كل من أسهم في نشر السلام في العالم.
كان والده يعمل في تطوير صناعة الطوربيدات والموتورات، وعندما أكمل نوبل دراسته في روسيا عاد إلى موطنه الأصلي في بترسبورج، وبينما كان يساعد والده طور أحد أفراد عائلته خليطاً من المواد الكيميائية «النيترو جلسرين، والبارود» حيث لاحظ مدى قوتها عند الانفجار أو التعرض للحرارة.
أخذ ألفريد في البحث وراء هذه المادة محاولاً الحد من تأثيرها أو جعلها أقل خطراً على الأرواح، وبعد كثير من الانفجارات التي راح ضحيتها الكثير من الأفرادتوصل نوبل إلى التركيبة المطورة من هذه المواد التي أطلق عليها بعد ذلك اسم «الديناميت». بعد ذلك توالت الاكتشافات من أنواع المتفجرات الأخرى، فمثلاً اكتشف نوبل مادة جلاتينية أخرى لها تأثير أكبر من الديناميت نفسه، بالإضافة إلى تركيبه المسحوق المتفجر عديم الدخان الذي يسمى «الباليستيت».العجيب أن ألفريد نوبل وبالرغم من كل هذه الاختراعات من المتفجرات التي ساعدت في اشتعال الحروب في العالم، كان ضد فكرة الحرب والتناحر بين الدول على بعض المصالح أياً كانت هذه المصالح وبالفعل كان له الكثير من التحفظات على نشاطات أفراد عائلته وتجاربهم في هذه المواد. ولعل البحث وراء العلم والاكتشافات العلمية مهما كانت نتيجتها لها سحرها الخاص الذي لا يقاوم، ولذلك تابع الفريد نوبل سيره في طريق هذه الاكتشافات كما رأينا.
وإحساساً منه بالمسؤولية التي تحملها من جراء اشتغاله بهذه المواد واكتشافه لها، أنشأ قبل وفاته ما يعرف اليوم بجائزة نوبل العالمية، وأهم فروعها جائزة نوبل للسلام. وقد قرر أن تمنح هذه الجائزة لكل عمل خيري أو علم واكتشاف جديد يكون من شأنه خدمة الإنسانية والعودة عليها بالنفع. واختار أن تكون الجائزة العلمية في الكيمياء على وجه الخصوص بالإضافة إلى مختلف المجالات العلمية والأدبية التي يقصد بها الخير للإنسانية.
|