في مثل هذا اليوم من عام 1954 تم إطلاق سراح الجاسوس الأمريكي «إلجير هيس» بعد احتجازه لمدة أربعة وأربعين شهراًَ بتهمة التجسس. كان «إلجير هيس» يشغل أحد المناصب الحكومية الهامة في الإدارة الأمريكية في تلك الفترة. هذا وقد اتهم «هيس» في عام 1950 بالكذب أمام هيئة المحلفين الفيدرالية بهذا الشأن.
وكانت التهمة المنسوبة إليه هي التورط في عملية تهريب بعض المستندات الحكومية الهامة إلى عميل في المخابرات الروسية وذلك لتسليمها إلى حكومته.
وخرج «هيس» من السجن ملوحاً بنفس العبارات التي كان يرددها عند الإمساك به وإدخاله السجن من أنه ليس له علاقة بهذه المستندات وأنه بريء تماماً مما نسب إليه. ولم يكتف «هيس» بهذه العبارات وإنما أخذ يصف واقعة اتهامه وسجنه بأنها ليست إلا حمى الخوف والهستيريا التي كانت تنتاب العالم في هذه الأوقات وعلى الأخص الجبهتين الأمريكية والروسية.
كما توعد بأن يستمر في البحث حتى يثبت براءته أمام العالم والأمريكيين على وجه الخصوص.
من جهة أخرى ظل بعض المحللين والمتابعين للموقف تساورهم الشكوك من طريقة احتجاجات «هيس» والشعارات التي راح ينطق بها بعد خروجه من السجن.
كما كان رأي بعض المحللين أنه ليس هناك من مجال لأن يبرئ «هيس» نفسه من هذه التهمة مؤكدين أن مثل هذه التهم والتي تتعلق بشكل مباشر بأمن البلد من جهة وبشرفها وشرف شعبها ليس لها من سبيل لأن تمحى من جبين مرتكبيها، إلى الأبد.
|