Thursday 27th november,200311382العددالخميس 3 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كََّلا سَابِقَةٌ كََّلا سَابِقَةٌ

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نشرت صحيفة الجزيرة في عددها رقم 11366 بتاريخ 16 رمضان 1424ه على صفحتها 29 قصيدة للدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي في أعقاب التفجيرات الإرهابية لمجمَّع المحيَّا السكني بعنوان كلاَّ، قصيدته تلك استثارت لديّ مع رائحة التفجيرات وصورها حالة شعورية ولَّدت قصيدة عنونتها ب«كلاَّ سابقةٌ»، فعله ان تتاح لهذه القصيدة فرصة النشر، هذا وإنِّي إذ أقدِّر في ضوء جهودكم وجهود الزملاء في صحيفة الجزيرة دورها الريادي في مسيرة الاصلاح الوطني منبراً حراً ينشر كل مساهمة جادة لا يرتبط النشر فيها بالأسماء بقدر ما يتأثر بالأفكار والرؤى، وأحسب أني قادر على المساهمة في ميدانين هما ميدان التربية وميدان الأدب، أرفق لكم مع هذا الخطاب والقصيدة مقالة تتناول موضوعاً من موضوعات الميدان التربوي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


عَمَّا أَتَى الإسْلامُ فِيْهِ تَخَلَّى
وَبمَا يُريْدُ الحَاقِدُونَ تَحَلَّى
هَذِي حَقِيْقَتُه وَذَاكَ مَسَارُه
وإن ادَّعَى دَرْبَ الهُدَى وتَألَّى
وَإن اسْتَطَاعَ بفِكْرِه وَبقَوله
أَنْ يَكْسَبَ التَّأْييدَ ممَّنْ صَلَّى
فَمَضَى بِهِمُ فِي مَذْهَب مُتَشَدِّد
مِنْ بَعْدِ مَا تَرَكُوا الَّذِي هُوَ أَوْلى
عَمُّوا البلادَ بفِكْرِهِمْ وَتَعَمَّمُوا
بالدِّيْنِ كَيْفَ يُخَادعُونَ الَموْلَى؟
فَعَلَى المَنَابِر يَخْطِبُونَ بدَعْوَة
إبْلِيْسُ حَرَّكَهَا بهمْ وَتَوَلَّى
باسْمِ الجِهَاد اسْتَبْطَنُوا أَهْدَافَهم
مُسْتَغْفِليْنَ مُؤَيِّدِيْهمْ جَهْلاَ
بَثُّوا بطُلاَّب المَدَارِس مَا ادَّعَوا
فِيه الصًّلاحَ وَحَرَّكُوهُمْ فِعْلاَ
جَمَعُوا لَه الأَمْوالَ مِن فُسْحَاتِهمْ
وَتسَابَقُوا مَنْ كَانَ أَفْضَلَ فَضْلاَ
قَدْ قُلْتُ مِنْ قَبْلِ الفَجِيْعَةِ وَالأَسَى
فِي النَّاس فِي كُلِّ المَدارسِ كَلاَّ
وَأَرَى الَّذِيْنَ تَبَيَّنُوهَا حِيْنَمَا
وَقَعَتْ وَمَدَّتْ فِي بِلاَدِي ظِلاَّ
مِنْ بَعْدِ مَا نَفَخُوا بهَا أَحْقَادَهُمْ
فَاسْتَسعَرَتْ نَاراً وأَغْرَت قَتْلاَ
قَلَبُوا المِجَنَّ يَخَادِعُونَ بدَمْعَةٍ
يَبْكُونَ مَا فَعَلُوه حَيْثُ تَجَلَّى
إنِّي سَمِعتُ الشِّيْحَ فِي صَحْرَائِنَا
يَبْكي ويَسْتَبْكِي الغَضَا والنَّخْلا
وَسَمِعْتُ شَهرَ الصَّومِ يَنْدُبُ أُمَّةً
أَبْنَاؤُهَا لَمْ يَفْهَمُوا مَا يُتْلَى
أشْعَارُهُمْ أَفْكَارُهُم أَمْوَالُهُمْ
أَمْسَتْ سِلاَحاً يَسْتَبِيحُ الأهْلاَ
سأَقُولُهَا وَعُيُونُ طِفْل غَالَهَا
رُعْبٌ وَمَا رَحِمُوا هُنَاكَ الطِفْلاَ
سَأَقُولُهَا مَرْأَىً ولامْرَأة قَضَتْ
هَذِي القَتِيْلةُ يَا مَشَائِخُ حُبْلَى
سَأَقُولُهَا وَجَبِيْنُ شَيْخ مُزِّقَتْ
مِنْ بَعْدِ أَنْ صَامَ النَّهَارَ وَصَلَّى
سَأقُولُهَا والموتُ فِي أَحْضَانِهَا
أُمٌ تُهَدْهِدُ كَيْ يَنَامَ الأَغْلَى
سَأَقُولُهَا وَأَبٌ يُنَاغِي طِفْلَه
لِيَرُوقَ فِي أُقصُوصَةٍ يَتَسَلَّى
سَأَقُولُهَا والعَامِلُون تَوَافَدُوا
لِبُيُوتِهمْ كَي يَنْعَمُوا وَلَعَلاَّ
يَا مَنْ تَسَبَّبَ بالفَجيْعَةِ فِكْرُه
أَو قَامَ بالتَّنْفِيذِ حِيْنَ تَوَلَّى
إنَّا بِمَنْ يَحْمِي الحِمَى مِنْ ثُلَّةٍ
تَسْعَى بإرْهَاب البِلاَد وَتَصْلَى
سَتَكُونُ فِي هَدْيِ الشَّريْعَةِ قَلْعَةٌ
لِبلادنَا والأَمْنُ يَنْشُرُ ظِلاَّ
فَالذئْبُ لَنْ يَلْقَى بهَا مِن فَتْحَةٍ
يَنْدَسُّ فِيْهَا كَي يَصِيْدَ الشِّبْلاَ
بالأمْنِ والإيْمَانِ يَأْمَنُ مَوطِني
شَبَحاً تآمَرَ فِي الدُّجَى فَتَدَلَّى
وأَقُولُهَا والشِّعْرُ يُحْرقُ مُهْجَتِي
مَهْلاَّ أَخَا الإرْهَاب مَهْلاً مَهْلاَ
سَتَرَى الأُلَى بالحقِّ حَقاً جَاهَدُوا
لله مَنْ فِي الله جَادَ وَأَبْلَى
مَنْ فِي سَبيْل الله قَدَّم رُوحَه
كَي يَمْلأَ الأَرْضَ البسيْطَةَ عَدْلاَ
كَي يَحْفَظَ النَّفْسَ البَريْئةَ طَالَمَا
حَفِظَتْ سِوَاهَا مَا تَعَدَّتْ قَتْلاَ
لَنْ تُكْرِهُوا في الدِّيْنِ مَنْ لا يَبْتغِي
إسْلاَمَنَا دِيْناً له فَتَوَلَّى
فَلْيُدْعَ غَيْرَ المُسْلِمِيْنَ بحِكمَةٍ
وَلْيُوعَظ المُتَسَاهِلِونَ لَعَلاَّ
يَا مَنْ يُشَوِّهُ ديْنَنَا بمَسَارِه
عُدْ لِلْهُدَى وَاسْتَغْفِرَنَّ المَولَى

د. عبد الله بن عبد الرحمن الواصل

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved