وقود التفجيرات
في الفيزياء النووية تعلمنا أن الالكترون الذي يلف حول النواة بديناميكية بالغة التعقيد يمكن ان يخرج من هذا النسق وينشق عن هذا النظام إذا أعطي طاقة أقوى من طاقة ربطه بهذه النواة، وهذا هو ما يسمى بالتأين Ionization.
من خلال هذه المقدمة أقول: إن الطاقة التي تمكنت من اخراج هذا الالكترون يمكن وبنفس الفيزيائية ان تخرج الفرد عن نسق الجماعة مع اختلاف نوعية الطاقة طبعا، ويشترط لهذا أمران الأول ان تكون هذه الطاقة أعلى من طاقة الربط والثاني ان تمتص بالكامل وليس فقط جزءاً منها.
إن الناظر اليوم في حال مجتمعنا يجد هذا التصوير قد تمثل حقيقة من خلال هؤلاء الخارجين عن نظامنا المجتمعي والذين كل مرة لهم أسلوب جديد في التعبير عن تلك الطاقة التي امتصوها وتشبعوا بها ردحا من الزمن.
إن الشحن اليومي الذي كان هؤلاء الشباب وغيرهم يتعرضون له بطرق شتى ووسائل متنوعة بات واضحا اليوم طريقة تفريغه أو تفجيره ان صح التعبير.
هؤلاء الشباب كانوا أضعف وأقل تماسكا من تلك الطاقات التي امتصوها وتغذوا بها بعناية بالغة، والتي تعاقبت عليهم، من الشريط الاسلامي حينا ومن الخطب أحيانا أخرى، حيث يغلب الكلام عن الملاحم والبطولات والتضحيات من سير التاريخ والتي يجعلها البعض، ممن حباهم الله القدرة على التصدير والدقة في التعبير والقوة في التأثير والبلاغة، واقعا ملموسا كأننا نعيش فيه وليس فقط تاريخا للعبرة والفائدة والمراجعة لنا أن نعتبر بالتاريخ، لنا أن ندرسه أن نتدبره ولنا كذلك ان نستفيد منه، أن نجعله مقارنة بين ما كان وما هو كائن وعقد المقارنات بين تلك المجتمعات الماضية في التاريخ وبين مجتمعنا ثم تصوير تلك المجتمعات والشخصيات السابقة على انها ملائكة لا تخطئ وأننا فقط نحن الذين نذنب ونخطئ وان مجتمعنا قد جانب الهداية تماما وصاحب الضلالة خلاف ما كان من المجتمعات السابقة، فهذا كله قد ولَّد الإحباط لدى هذه الفئة وجعلهم يظنون بل ويجزمون اننا قد ضللنا جميعا وأنهم وصلوا لحد اليأس من التغيير الا بهذه الطرق العقيمة والمستوردة.
لو سبرنا هذه الوسائل التي ذكرتها في البداية لوجدنا هذا الكلام هو محور نقاطها، فكلها أو جلها على الاقل تبث الحماس والشعور بالظلم واليأس من عودة الاسلام غريبا ولابد من التجديد فحملوا هم هذه المشاعر صغارا وأفرزوها سمِّا لنا كبارا. أذكر انه حتى ما يسمى بالاناشيد الاسلامية كان الكثير منها عن الرصاص والطلقات والحروب والقتال والقوة والغلبة وكأننا كنا نعيش حروبا طاحنة ولسنا في مجتمع مسلم مسالم.
لا بأس من ذكر بعض الشخصيات المشهورة في القتال والحروب ولكن لا يكون بهذه الغزارة والقوة ولا بكون الاطفال تتراوح أعمارهم من 8-16 ينفذون بهذه الشعارات ويرددونها في صباحهم ومسائهم ولا أنسى ذلك الشريط الذي ينشر فيه مجموعة من الشباب يقول في مقدمته:
(صمتا.. فقد نطق الرصاص...) وأترك التعليق لكم...
عبدالعزيز عبدالرحمن الصقر
فيزيائي طبي/القصيم - بريدة
***
استغلال وابتزاز كبيران
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
القى المحرر الرائع خالد المرشود الضوء في عدد الخميس 25/9/1424هـ على أمر اخذ بالانتشار كانتشار النار في الهشيم فالإعلانات عنه تحتل مساحات كبيرة من صحفنا وعبر الفضائيات وحتى المسلسلات والبرامج بل وفي المسابقات الدينية.
وهو مؤشر على استغلال وابتزاز كبيرين له اثر عظيم في الوقت الحالي والمستقبل على اقتصادنا وقبل ذلك وبعده على ديننا الذي هو عصمة أمرنا. دُغدغت به عواطف الشباب والفتيات بل والرجال والنساء ووصل الأمر الى الصغار اللاهثين وراء الملايين الحالمين بالثراء السريع.
ذلكم الامر هو انتشار ظاهرة المسابقات الهاتفية التي تسحب جيوب البسطاء الطامعين بالملايين لتضخم أرصدة الشركات وتصيبه بعسر الهضم ليخرج فتاتاً على بعض المشاركين تحوم حوله الشكوك ويتخذ من ذلكم الفتات دليلاً واهيا على مصداقيتها لتصطاد سنارتهم الموبوءة طامعين آخرين.
ولهذه الآثار السلبية المشاهدة وغيرها كثير فلقد حرم ديننا الحنيف هذه المسابقات فقد قال من بيده خزائن السموات والأرض: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } فهذه المسابقات ميسر جديد.
وقال الذي ما شبع من خبز الشعير صلوات ربي وسلامه عليه «لا سَبقَ إلا في نصل أو خف أو حافر» وغيرهما من النصوص الواضحات. وإلى اللاهثين أقول: توبوا الى رشدكم واتركوا هذه المسابقات المحرمة فإن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه ودونكم أبواب الرزق مشرعة تنادي طالبه ونأمل من المسؤولين وفقهم الله التنبه الحازم لهذا الداء والخطر المحدق نسأل الله أن يكفينا بحلاله عن حرامه إنه سميع مجيب.
فضل بن عبدالله الفضل
بريدة/معلم لغة انجليزية م. صالح البليهي |