المساجد والمدارس والاسواق وقاعات المحاضرات، وغيرها من الصروحات المعمارية التي تأوي تجمعات بشرية كبيرة لها شروط سلامة معروفة وتلتزم بها معظم مبانينا العامة، مثل «مخارج طوارئ، طفايات حريق، أجهزة انذار، إلخ..» وهناك شروط معمارية دقيقة وهامة جداً وللأسف تتجاهلها بعض مبانينا العامة، مثل اتجاه فتحات الابواب التي من الخطأ الفادح ان يكون اتجاهها للداخل، بل يجب، ثم يجب ويجب ان يكون اتجاه الابواب في تلك المباني الى الخارج.. ولماذا؟
لأنه عندما تحدث مشكلة تتطلب إخلاء المبنى، يحدث لمستخدمي المبنى ذعر وارتباك Panic فيتدافع البشر أفواجاً الى اقرب مخرج، ويطأ بعضهم بعضاً وعندما يكون اتجاه فتح الباب الى الخارج Push لا تحدث الكارثة الكبرى التي تحدث دائماً عندما يكون اتجاه فتح الباب الى الداخل Pull كيف ذلك؟
يحاول الشخص القريب من باب الخروج ان يسحب الباب «لأن اتجاه الباب الى الداخل»، وتأتي قوة مهولة تغلق الباب «قوة دفع» وهي قوة اولئك البشر المتدافعين نحو مخرج الهروب، ومع شدة الازدحام والتدافع، يحدث تراكم للناس عند الباب، ويصبح من المستحيل فتحه والهروب، وكذا مات الكثير من البشر في بعض المباني العالمية.. وهناك حوادث مسجلة أثبتت أن السبب الرئيسي في حدوث وفيات عند مخارج الطوارئ هو الاتجاه الخاطئ لفتحة الباب.
هناك تفاصيل معمارية دقيقة يحرص المعماريون على وضعها في تصميماتهم ومخططاتهم المعمارية، وعند تنفيذ المبنى، كثيراً ما يتجاهلها المقاولون والمهندسون المشرفون عليهم، والضحية دائماً افراد المجتمع، ولا يتم محاسبة المتسبب الرئيسي في تلك الكوارث، وذا ما يحدث للأسف في كثير من الدول العربية، وبالتأكيد اذا حدث مثل ذلك الخطأ الفادح في استراليا والدول المتقدمة، يتم الرجوع للمخططات التي اعدها المعماري، ويتم الرجوع للمقاول، وشرذمة المهندسين الذين أشرفوا على تنفيذ المبنى اشرافاً «مثل وجيههم» وكل مخطئ يحاسب ويتحمل خطأه، والله المستعان.
فيا اعزائي القراء، عندما تكونون داخل مبنى عام، او داخل قاعة بها أعداد كبيرة من البشر تأكدوا ان اتجاه فتحة الباب الى الخارج، وليحمكم الله.
|