الإرهابيون.. مبررات واهية وسِمات متماثلة

الكلام الذي يتردد على لسان اكثر من مسؤول تركي بشأن الهجمات العديدة في اسطنبول وكيف أن الارهابيين يتخفون وراء مبررات يقولون إنها دينية هو كلام يتردد أيضاً في أكثر من دولة أخرى وقعت ضحية للإرهاب.. وفي المملكة ثبت أن هناك فعلاً من يتستر بالدين لتبرير هذه الجرائم..
وفي مقابلة تلفازية مؤخراً قال رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان إن كلمة الاسلام مشتقة من السلم أو السلام فكيف لدين بمثل هذه الصفة أن يدفع أو يقود إلى الارهاب، ومع ذلك أشار أردوغان إلى من يسارع الى ربط الاسلام بالارهاب لمجرد أن المنفذين محسوبون على هذا الدين السمح.
ما يحدث في تركيا وفي المملكة وفي غيرهما، يعكس السمات المتشابهة من جهة استغلال الدين من قِبل الارهابيين للقتل وترويع الآمنين وتدمير المكتسبات وترسيخ اجواء من عدم الاستقرار يخيم عليها بصفة عامة الخوف والتوجس من الارهاب ومفاجآته المروِّعة، حيث يبقى الجميع في حالة من الهلع لأنهم لا يعرفون متى وأين ستكون الضربة القادمة وهل سيكونون هم من بين ضحاياها، فالعمليات الارهابية باتت لا تكتفي بالأماكن العامة، بل طالت المجمعات السكنية حيث يلهو الاطفال وحيث يهجع الكبار في نهاية اليوم إلى مضاجعهم..
لقد أعطى حديث أردوغان تأكيداً جديداً على أهمية التعاون الدولي في تتبع ظاهرة الارهاب من حيث الاجراءات الأمنية ومن حيث الاطار الفكري المغلوط الذي يبرر به الارهابيون أعمالهم، وذلك بالاستغلال السيىء لتعاليم ديننا الحنيف وتحويرها بحيث تتطابق مع تبريراتهم غير المنطقية.
وفي المجالين الأمني والفكري متسع للعمل المشترك الذي يستطيع أن يقود إلى التوافق على خطط عمل وآليات من شأنها تقليل هذه الاخطار أو القضاء عليها..