* القاهرة - مكتب الجزيرة - إنصاف زكي:
في عيد الفطر المبارك قلل من طعامك.. هذا هو الشعار الجديد الذي يرفعه الأطباء في صباح عيد الفطر ويقدمون النصائح الطبية بعد شهر من الصيام مؤكدين أن الإقبال بنهم على الطعام يجلب العديد من الأمراض والاضرار وتجنبا لهذه الأمراض والأضرار نسترشد بوصايا ونصائح الأطباء.
كعك العيد وأمراض التغذية
يؤكد أستاذ التغذية الدكتور فوزي الشويكي بالمركز القومي للبحوث على ضرورة التدرج في تناول الطعام صباح يوم العيد والإقلال من تناول كعك العيد لأنه يتضمن الكثير من السمن والسكريات وخاصة للمصابين بمرض السكر والسمنة ويضيف أن الالتزام بروح شهر رمضان بعد رمضان وتنظيم الوجبات الغذائية وعدم الإفراط في ملح الطعام والدهون والشحوم يلعب دوراً في تقليل نسبة الأملاح في البول وما لأثرها على نسيج الكلى، كما أن عدم الإفراط في ملح الطعام والدهون والشحوم يخفف من ضغط الدم المرتفع وبذلك نحمي نسيج الكلى من الأثر السيئ لضغط الدم المرتفع ويجب أن نتفادى الإفراط في تناول كحك العيد فهو عبء على الجهاز الهضمي ويتحول القدر الزائد منه إلى دهن يختزن بالجسم ويصبح ذلك خطرا على الجسم والصحة لما ينجم عنه من اضطراب في سكر الدم وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وإلقاء العبء على القلب والكبد مضيفاً أن رمضان يحقق التقرب إلى الله مما يوجب الاستمرار في تنفيذ ما يلزمنا به في تنظيم الغذاء لوقاية الجسم شر العديد من الأمراض وتحفظ للإنسان صحته.
ويضيف الدكتور الشويكي أن الإفراط في الطعام ينجم عنه إلحاق الإجهاد بالبنكرياس التي تفرز هرمون الأنسولين والذي يلعب دورا في تنظيم الوجبات الغذائية حيث ان عملية الإفطار في صباح العيد لا بد أن تتمم عملية التوازن بين عمليتي البناء والهدم والتي سار عليها الجسم طيلة شهر رمضان بذلك فهو يساعد بالتحديد على التخلص من الوزن الزائد حيث تتزايد الأدلة العلمية التي تؤكد ما للسمنة وزيارة الوزن من أضرار جسيمة على الصحة فهي تساعد على حدوث أمراض كثيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول والإصابة بمرض السكر وأمراض القلب وتشحم الكبد وحصوات المرارة ورماتيزم المفاصل الغضروفي في الركبتين وزيادة الإصابة ببعض أنواع السرطان.
وتشير الدراسات إلى أن نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم في البالغين المصابين بالسمنة ثلاثة أضعاف نظرائهم من ذوي الوزن المثالي ومخاطر الضغط المرتفع لا تخفى على الكثير من الناس فهي تؤدي على المدى البعيد إلى الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين والذبحة الصدرية وفشل عضلة القلب وجلطة الدماغ والفشل الكلوي وغيرها.
وقد وجد كذلك أن الامتلاء بالطعام مع زيادة الوزن تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ومخاطر ارتفاع الكولسترول فتشير الدراسات إلى أنها تساعد في حدوث تصلب الشرايين والذبحة الصدرية وغيرها من أمراض الأوعية الدموية وقد وجد كذلك أن الزيادة في الوزن أدت إلى زيادة نسبة الإصابة بمرض السكر بمقدار ضعفين إلى عشرة أضعاف مقارنة بالأشخاص ذوي الوزن المثالي وهذه الزيادة طردية تتوقف على مدى زيادة الوزن ولا يخفى على كثير من الناس ما يسببه مرض السكر من مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة كالعينين والأطراف والفشل الكلوي وغيرها بل ولا يكاد يستثنى عضو واحد في الجسم.
عدم الإسراف
ويقول الدكتور سعيد شلبي أستاذ الجهاز الهضمي بمستشفى عين شمس ان التجارب والدراسات والأبحاث العلمية الدقيقة تؤكد لنا فوائد الإقلال من الطعام وعدم الإسراف فيه وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حينما قال عليه الصلاة والسلام: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه فإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه» أو كما قال.
أما مضار الإكثار من الطعام على الجهاز الهضمي فهي عظيمة فقد تؤدي إلى أمراض كثيرة وذلك يضيع على الإنسان بعد طول 30 يوما الفوائد الفلسيولوجية الجسدية والصحية الجلية منها والخفية التي أعدها الله له كأجر له في الدنيا قبل الآخرة أما العقل فقد خسر المعركة أمام شهوة البطن.
فالتلذذ بأنواع الأطعمة المختلفة لإشباع شهوة البطن هو انعكاس لأمراض النفس وتمكن وتأصل الشهوات من النفوس وهو مناف لتعاليم ديننا {وّكٍلٍوا وّاشًرّبٍوا وّلا تٍسًرٌفٍوا} وسنة نبينا « نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع».
من ناحية أخرى، فإن الإفراط في الطعام يحدث إجهاداً في غدد الجسم الصماء حيث تتأثر وظيفتها وتحدث بالجسم تغييرات كيميائية تسرع بالجسم إلى الشيخوخة ولو التزمنا بروح رمضان وتجنبنا الإفراط في الطعام لتأخر وصول يد الشيخوخه لنا.
أما عن تأثير الإفراط في الطعام وخاصة كعك العيد على الجلد فيقول الدكتور هاني الناظر أستاذ الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومي للبحوث أن تجنب الإفراط في تناول بسكوت وكعك العيد يحول دون حدوث اكزيما الجلد والتهابات الجلد الحادة وحساسية الجلد وانتشار حب الشباب بالجسم ونجد أن في شهر رمضان تتحسن إصابات الجلد هذه ولو التزمنا بروح شهر رمضان طيلة السنة لانعدمت نسبة الإصابة بالأمراض الجلدية.
|