* رفح - بلال أبو دقة:
بكلمات متقطعة وبصوت مرتعش قالت والدة الطفل الشهيد شادي أبو عنزة ( 14 عاما ) من منطقة بلوك في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة: هنا كان يرقد طفلي شادي في هذه الغرفة؛ بالأمس كان يتناول معنا طعام الإفطار والسحور واليوم هو في قبر صغير بمقبرة الشهداء..
للأسف لم تكمل الأم حديثها ل «الجزيرة» فغرقت في الدموع ثم أغشي عليها؛ فراحت المعزيات الفلسطينيات يرشن الماء على وجهها على أمل أن تستيقظ..
هكذا فعل السفاحون الصهاينة بالطفل البريء؛ قتلوه برصاصهم وهو عائد من مدرسته لتصيبه رصاصة في بطنه ليسقط مصابا ويستشهد في اليوم الثاني..
لم يعد الطفل المسكين إلى بيت عائلته الذي تعرض للقصف وإطلاق النيران لأكثر من مرة؛ كون المنزل يقع في المنطقة الحدودية التي تفصل فلسطين عن جمهورية مصر العربية..
وفي بيت العزاء جلس الأب الفلسطيني نعيم أبوعنزة (38عاماً) والد الشهيد شادي وقد روى للجزيرة تفاصيل حادثة مقتل ابنه الطفل بدم بارد؛ قال الرجل المنهك القوام: كون موسم الشتاء حلّ على الأمة؛ اعتليت سطح منزلي وباشرت بترميم بعض الأضرار والثقوب التي أحدثها رصاص الصهاينة بمنزلي الذي أصيب نتيجة إطلاق قوات الاحتلال القذائف و الرصاص بشكل متكرر.
وسكت الوالد برهة من الوقت ثم أضاف بعد أن مسح دموعا حارة انسابت على خديه: كنت أنتظر قدوم طفلي شادي من المدرسة ليساعدني في إتمام مهمتي؛ وفجأة شاهدت بعض الأهالي يهرعون تجاهنا لأجد طفلي مضرجا بدمائه الطاهرة؛ لقد سقط مصابا وهو صائم لله.. ثم ما لبث أن فاضت روحه بعد يوم واحد من إصابته الخطرة..
ولفت الرجل قائلا: لقد نجا الله طفلي الشهيد شادي قبل أكثر من عام عندما أصيب في يده ووجهه أثناء وقوفه أمام منزلنا؛ لكنه ارتقا اليوم شهيدا ليروي بدمائه ثرى أرضنا المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين..
هذا وقالت مصادر طبية في مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار بمدينة رفح للجزيرة: إن الشهيد أبو عنزة أصيب الاثنين الماضي الموافق العاشر من الشهر الجاري بعيار ناري في خاصرته أدى إلى حدوث نزيف حاد، وتم تحويله لخطورة حالته إلى المستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس ليرتقي شهيدا هناك..
هذا وقال شهود عيان للجزيرة: إن جنود الاحتلال المتمركزين على أبراج المراقبة العسكرية قرب بوابة صلاح الدين جنوب مدينة رفح، فتحوا نيران رشاشاتهم الثقيلة صوب منازل المواطنين في المنطقة مما أدى إلى إصابة الطفل شادي ومن ثم استشهاده وتضرر العديد من منازل المواطنين..
وحسب المصادر الطبية في مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار: فقد ارتفع عدد الشهداء في مدينة رفح المنكوبة الذين سقطوا خلال فترة انتفاضة الأقصى إلى (275) شهيدا؛ منهم (70) طفلا..
هذا وقالت تقارير حقوقية تلقت الجزيرة نسخاً عديدة منها: منذ بداية انتفاضة الأقصى في التاسع والعشرين من سبتمبر لعام 2000 قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية قرابة ال (500) طفل فلسطيني؛ منهم (250) طفلا في قطاع غزة؛ و(235) في الضفة الغربية؛ و (15) في مدينة القدس المحتلة..
|