* بغداد - د.حميد عبد الله:
أثارت قضية (الحمير المفخخة) ردود أفعال أمنية وشعبية واجتماعية واسعة في بغداد فعلى المستوى الأمني أصبح كل حمار في بغداد مشكوكاً فيه حتى يثبت العكس، وغدت كل عربة يجرها حمار أو حصان مشتبه بها فربما تحمل نوعين من البضاعة أحدهما ظاهر والآخر خفي أو مغطى وبالتالي فان على رجال الشرطة العراقيين ألا يكتفوا بمراقبة السيارات ويقرؤوا وجوه المارة لفرز (المريب) من غيره بل صار عليهم أن يتابعوا حركة الحمير ويدققوا في طبيعة البضاعة التي تحملها العربات التي تجرها الحيوانات فربما تكون تلك العربات مفخخة أو يكون (الفجل) أو (الخس) غطاء لعدد من الصواريخ الموجهة التي قد تستهدف موقعا أمريكيا أو مركزا للشرطة العراقية، وقد يقضي أحد أعضاء مجلس الحكم أو وزير من وزراء العراق الجديد على يد حمار مفخخ !!
هذه الهواجس انتقلت بالخوف والقلق على آلاف العوائل المتخصصة ببيع النفط في عربات تجرها الحمير والخيول في حي أطلق عليه تندرا حي(أوبك) أو حي (النفاطة) وهو أحد أهم أحياء مدينة الصدر.
أهالي حي أوبك يتوقعون أن تصدر قوات التحالف بين ليلة وضحاها قرارا بمنع مرور الحمير في شوارع بغداد لاسباب أمنية، وهذا يعني ان الآلاف من اهالي ذلك الحي المتخصصين ببيع النفط سوف يجدون أنفسهم بلا عمل لان عملهم مرتبط بوجود الحمير، وفي حالة حظر التجوال على الحمير والخيول فان البطالة وحدها هي التي تنتظر أهالي ذلك الحي فان قوات التحالف سترفد المقاومة العراقية، من حيث لا تقصد، بعناصر لايشق لها غبار في إيقاع التدمير والأذى بقوات التحالف، انها مفارقة مضحكة مبكية أن يدخل الامريكان في حرب ليس مع المقاومة العراقية بل مع الحمير والمتعاملين معها!
|