Thursday 27th november,200311382العددالخميس 3 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد القبض عليه إثر مطاردة استمرت ثلاث سنوات بعد القبض عليه إثر مطاردة استمرت ثلاث سنوات
« الجزيرة » تكشف معلومات عن الرجل الثاني ب«قاعدة» اليمن

  * صنعاء - الجزيرة - عبد المنعم الجابري:
علمت «الجزيرة» انه تم القبض يوم الثلاثاء على المواطن اليمني محمد حمدي الأهدل «ابو عاصم» إثر عملية استخباراتية استمرت لثلاث سنوات تابعت خلالها اجهزة الأمن اليمنية «أبو عاصم» الذي يعتبر من أهم المطلوبين من عناصر القاعدة في اليمن.
وحسبما جاء في تصريح لمصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية فقد أمكن القبض أخيرا على المواطن اليمني محمد حمدي الأهدل «أبو عاصم» والذي يعتبر أحد أبرز قيادات «القاعدة» في اليمن أثناء تواجده في منزل يقع في غرب مدينة صنعاء.
وأوضح المصدر أن القبض على «أبو عاصم» تم بعد ان قامت أجهزة الأمن برصده ومتابعته من خلال عملية استخباراتية امتدت لعدة شهور إلى ان تمكنت من تحديد مكانه عندما كان يتواجد بداخل أحد المنازل في العاصمة اليمنية «صنعاء» حيث أجبرته السلطات الأمنية على تسليم نفسه بعدما أحكمت حصارها للمنزل.
ووفقا لمعلومات من جهات حكومية يمنية فان محمد حمدي الأهدل من أبرز العناصر القيادية الخطرة في تنظيم «القاعدة» باعتباره الرجل الثاني للتنظيم في اليمن بعد قائد سالم طالب سنيان الحارثي «أبو علي» الذي كان قد لقي مصرعه إلى جانب خمسة آخرين من تنظيم القاعدة بتاريخ 3 نوفمبر من العام المنصرم 2002م عندما تم تفجير سيارة كانوا يستقلونها في منطقة «النقعة» بمحافظة مأرب اليمنية بواسطة صاروخ أطلقته طائرة أمريكية من دون طيار بعد تنسيق مسبق مع السلطات اليمنية.
وتتهم السلطات اليمنية محمد حمدي الأهدل أن له نشاطا مع تنظيم «الجهاد» بلعب دور الى جانب شريكه الآخر قائد سنيان الحارثي «أبو علي» في التخطيط والاعتداء على المدمرة الامريكية «كول» التي تم تفجيرها في شواطىء مدينة عدن اليمنية في اكتوبر 2000م ثم ناقلة النفط الفرنسية «ليمبورج» في شواطىء محافظة حضرموت في اكتوبر 2002م.
وتؤكد مصادر رسمية أن «أبو عاصم» كان أيضا يعد الحلقة الوسيط في تسلم المبالغ المالية التي تأتي من الخارج لتمويل أنشطة تخريبية وتفجيرات في اليمن وتوزيعها على عناصر تنظيم القاعدة، ومن ذلك أنه تسلم خلال النصف الأول من العام الماضي 2002م حوالة مالية من الخارج بمبلغ نصف مليون دولار لغرض تنفيذ عمليات ضد مصالح أمريكية وغربية اضافة إلى منشآت نفطية واقتصادية في اليمن وهي العمليات التي أفادت المصادر انها أحبطت بعد كشف مخططها من خلال تحقيقات مع عناصر من تنظيم القاعدة تم القبض عليها من بينهم شخص يدعى «قاسم التعزي» والذي كان يرتبط بصلة وثيقة مع قائد سنيان الحارثي «ابو علي» ومحمد حمدي الاهدل «أبو عاصم».
وقاسم التعزي كان ضمن مجموعة من العناصر كانت تخطط لتفجير منشآت الكهرباء والمياه ومنشآت اخرى في «تعز» الى الجنوب من صنعاء عندما انفجرت بهم عبوة ناسفة كانوا يعدونها لاحدى عملياتهم وأودت بحياة أحدهم منذ أكثر من عامين.
وكانت أجهزة الأمن اليمنية قد بدأت في منتصف عام 2001م عمليات ملاحقة «أبو عاصم» وكذا «أبو علي الحارثي» وعناصر اخرى من تنظيم القاعدة تعمل معهما وفي هذا الاطار وخلال نفس العام شنت وحدات من الجيش هجوما على معقل هذه العناصر في إحدى مناطق محافظة مأرب وقتل خلاله نحو 20 شخصا من القوات الحكومية واستمرت عملية المتابعة الى ان تم التخلص من قائد سنيان الحارثي «أبو علي» وخمسة من أتباعه بضربة صاروخية بواسطة طائرة أمريكية وكذا القبض على عدد آخر من العناصر.
في حين ظل محمد حمدي الأهدل «أبو عاصم» طليقا طيلة هذه الفترة والتي تقول المصادر انه كان خلالها يتنقل متخفيا في بعض المناطق الصحراوية الواقعة في محافظات مأرب، شبوة والجوف إلى الشرق من صنعاء مع مجموعة من العناصر المطلوبة للعدالة بتهمة الضلوع وكذا التخطيط لاعمال ارهابية الى ان تم القبض عليه هذا الاسبوع في صنعاء.
ومحمد حمدي محمد صادق الاهدل «أبو عاصم» من مواليد عام 1971م وهو متزوج وله أربعة أولاد ومستواه التعليمي ثانوية عامة وتقول المصادر ان السلطات السعودية كانت قد اعتقلته في عام 1420هـ ولمدة عام ونصف حيث تم بعدها ترحيله إلى اليمن وهناك أقام في مدينة «الحديدة» إلى الغرب من صنعاء.
وكان أبو عاصم قد سافر عدة مرات للقتال في البوسنة والهرسك وشارك ايضا في القتال مع الشيشان وأصيب في احدى المعارك في رجله وبترت ساقه من تحت الركبة وعملت له ساق صناعية فيما أصيبت اليسرى بالشلل.. كما سافر عدة مرات إلى أفغانستان خلال عامي 1999 - 2000م.
وفي اغسطس 2000م زار أثيوبيا لغرض متابعة اطلاق سراح ابن عمه محمد حسن ابراهيم الأهدل والذي كان قد تم القبض عليه بتهمة ممارسة اعمال ارهابية وتخريبية ثم في يونيو عام 2001م انتقل الى حصون «آل جلال» في محافظة مأرب اليمنية للسكن والاقامة وللتخفي مع آخرين بمساعدة شخص يدعى أيمن المصري.
أما قائد سالم طالب سنيان الحارثي «أبو علي» الذي قتل بصاروخ امريكي فهو من مواليد عام 1955م من محافظة «شبوة» اليمنية، وكان يعتبر المسؤول الأول عن عناصر تنظيم القاعدة في اليمن وفقا لما كانت قد اظهرت التحقيقات التي أجريت مع بعض العناصر التي القي القبض عليها بعد حادثة المدمرة «كول»، كما كان على اتصال بعناصر متطرفة عائدة من افغانستان وكان يعقد عدة لقاءات معهم بغية التخطيط والتنفيذ لأعمال تخريبية في اليمن تستهدف العديد من المنشآت النفطية والاقتصادية وزعزعة الأمن والاستقرار بالاضافة الى استهداف المصالح الامريكية وبعض البلدان الغربية، كما كان هو المسؤول الاول عن العناصر غير اليمنية والمنتمية الى ما يسمى بجماعة الجهاد الاسلامية ويعتبر المسؤول الاول عن تحركاتهم وتأمين اماكن تواجدهم وتنقلاتهم.
وتشير المعلومات الى ان «أبو علي الحارثي» كان أيضا المخطط الرئيسي الذي يقف وراء حادثة المدمرة كول الى جانب المواطن اليمني عبد الرحيم الناشري الذي اعتقلته القوات الامريكية في افغانستان، كما تعتبر الحارثي مسؤولا عن عدد من اعمال التفجيرات التي حدثت في صنعاء وعدد من المدن اليمنية في الفترة الماضية.
أضف الى ذلك انه سبق لقائد سنيان الحارثي ان سافر عدة مرات الى افغانستان في الثمانينات وشارك في القتال ضد الروس ومن خلال سفرياته تعرف على اسامة بن لادن وتطورت علاقته معه واصبح واحدا من المقربين اليه والذين تولوا حراسته في فترة من الفترات وظل على ارتباط مستمر معه ويتلقى الدعم المالي منه وكان يقوم بشراء اسلحة ومتفجرات لتنفيذ اعمال ارهابية وتخريبية في اليمن.
كما كان قد سافر الى السودان ابان اقامة بن لادن هناك وسافر كذلك عدة مرات الى دول الخليج وخاصة الامارات العربية المتحدة لغرض التجارة وقد سجن هناك في عام 1997م ولمدة ثلاثة اشهر.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved