حدثنا جدي قال: كنا نحصل على عيديتنا ونحن صغار من أهلينا وأقاربنا قليلاً من الأقط وشيئاً من جراد طُبخ ثم مُلِّح وجفف، ثم تطور بنا الحال أو بأجيال بعدنا فصاروا يأخذون عيديتهم تمرا سكرياً مجففا وأنواعاً من الكليجا القصيمية، ثم جاءت أجيال حظيت بأصناف من الحلوى والبسكوت والكعك، والآن يا بني نرى أن أحفادنا لا يقبلون إلا النقود ليشتروا بها هذه المفرقعات المزعجة.
ولم يعلم جدي - وليس من الضروري أن يعلم - أن فئة من الأطفال والفتيان يقبضون عيديتهم بالعملات الصعبة - دولار ويورو - هنيئاً لهم وأهلهم أحرار فإن شاؤوا أيضاً دفعوا لهم بالفرنك والمارك، والسعيد من كانت يده ندية كريمة على أبنائه وأهله ومن يحب، إنما هي مقارنة كانت وليدة ذكريات جدي الذي لم يدرك أن القوم خطوا خطوات بل أمتاراً وكيلات في هذا الشأن فلم تعد العيدية حكراً على النقود، بل وصلنا إلى مراحل متقدمة وإن اختلف الناس في أذواقهم وحسب مستوياتهم في هدية العيد، فهذه السنة أو لنقل العادة ما زالت هي كما كانت والفارق بالنوع والكم والذوق يصاحبه فكر وإحساس بأهمية العيد والمعايدة والعيدية خاصة لدى الصغار والمراهقين وشريحة من الجنس اللطيف، وكل ذلك مؤشر على مستوى معيشي متقدم ندعو الله معه أن يحفظ لنا ما وهبنا من النعم ويزيدنا منها وأن يعيد علينا الأيام المباركة السعيدة باليمن والأمن والخيرات.
|