Wednesday 26th november,2003 11381العدد الاربعاء 2 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

10-10-1390هـ الموافق 8-12-1970م العدد 322 10-10-1390هـ الموافق 8-12-1970م العدد 322
من وحي العيد
بقلم: محمد مفيد عزة الخيمي

يا أخي المسلم:
العيد سنة فطرية محببة الى النفس البشرية كي تظهر فيه زينتها وفرحتها وتخفف عن نفسها من تكابده من مشاق الحياة وآلام السعي والكسب وقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: «قد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الاضحى ويوم الفطر».
من هنا نرى أن الاسلام يقر ما هو صالح يلبي طبيعة المخلوقات النفسية فاقر الانصار على أصل الفكرة وأبدلهما خيرا من اليومين والغى يومي الجاهلية وعين لهم يومين قد اتصل بهما تاريخ المسلمين بل تاريخ البشرية جمعاء هما يوم الاضحى ويوم الفطر.
فيوم الفطر الذي يأتي عقب رمضان يذكرنا بما انعم الله به على أمة الاسلام بل على البشرية عامة من نعمه الكبرى التي انما كانت في رمضان ففيه أنزل القرآن، وفيه نصر الله الاسلام والمسلمين على الشرك والمشركين في بدر الكبرى.
وفيه فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة زادها الله شرفا وتعظيماً وفيه أنزل الله على رسوله قوله تعالى: {إنَّا فّتّحًنّا لّكّ فّتًحْا مٍَبٌينْا}.
فلا غرو أن يكون يوم الفطر مجمع الذكريات التي تبتهج فيها نفوس المسلمين الذين وفقهم الله عز وجل لانجاز فريضة الصوم، فهو في الحقيقة يوم فيه زمرة أعياد.
ويوم الأضحى حسبنا منه أنه يذكرنا باتمام النعمة على امة الاسلام واكمال دينها ففيه نزل قوله تعالى: {اليّوًمّ أّكًمّلًتٍ لّكٍمً دٌينّكٍمً وّأّتًمّمًتٍ عّلّيًكٍمً نٌعًمّتٌي وّرّضٌيتٍ لّكٍمٍ الإسًلامّ دٌينْا}.
يا أخي المسلم:
يوم الفطر يوم يعود فيه الصائم المؤمن من رحلته الروحية التي ترك فيها باسم الله شهواته ولذاته واكتسب فيها خلق المراقبة لله تبارك وتعالى وفي هذه الرحلة الروحية منبع لخير عميم للصائم وأمته، وكذلك هو يوم فيه مظاهر الفرح والزينة والتهاني والتزاور والتراحم والتعاطف فاياك يا أخي ثم اياك أن تظن ان غيرة الله على حدوده ومحارمه في رمضان فقط فتجعل العيد يوما تقتحم فيه المحرمات وتنتهك فيه الاعراض وتؤتى المنكرات، فتستبيح لنفسك ما حرمه الله عليك في رمضان وغيره.
فيا أخي المسلم:
قف عند حدود الله وصم عن محارمه فيكون لك الجزاء الاوفى في يوم تكون أنت فيه أحوج ما تكون الى الجزاء والثواب. { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } .
{ يّوًمّ تّكٍونٍ السَّمّاءٍ كّالًمٍهًلٌ، وّتّكٍونٍ الجٌبّالٍ كّالًعٌهًنٌ، وّلا يّسًأّلٍ حّمٌيمِ حّمٌيمْا، يٍبّصَّرٍونّهٍمً يّوّدٍَ المٍجًرٌمٍ لّوً يّفًتّدٌي مٌنً عّذّابٌ يّوًمٌئٌذُ بٌبّنٌيهٌ، وّصّاحٌبّتٌهٌ وّأّخٌيهٌ، وّفّصٌيلّتٌهٌ الّتٌي تٍؤًوٌيهٌ، وّمّن فٌي الأّرًضٌ جّمٌيعْا ثٍمَّ يٍنجٌيهٌ، كّلاَّ إنَّهّا لّظّى"، نّزَّاعّةْ لٌَلشَّوّى"، تّدًعٍو مّنً أّدًبّرّ ّتّوّلَّى"، ّجّمّعّ فّأّوًعّى"}.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved