* إعداد صالح محمد القاضي:
يفرح المسلمون بيوم العيد الذي بحلوله يكون المسلم قد وفق الى تأدية فريضة من فرائض الله الا وهي الركن الرابع من أركان الاسلام الخمسة وهي صيام شهر رمضان المبارك، وكل مدينة من مدن المملكة تلبس حلة قشيبة احتفاء بالقادم السعيد.
الا ان هذه المدن تختلف في عاداتها واستقبالها للعيد، فأهل عنيزة يتبعون طرقا فريدة من نوعها في استقبال العيد سنعرف شيئا عنها في هذه العجالة.
تعريف موجز عن مدينة عنيزة.. تقع هذه المدينة في قلب منطقة نجد شمال الرياض وتنحصر بين سلسلتين من المرتفعات، ففي الشرق المرتفعات الجبلية، وفي الغرب سلسلة من الكثبان الرملية.
وتشرف هذه المدينة على أهم الطرق البرية التي تربط مدن الشمال بالجنوب والشرق بالغرب، فهناك طريق الرياض المدينة والذي يعبره آلاف الحجاج المسلمين كل عام.
وتاريخ عنيزة معروف لدى الكثير فلقد كتب عنها امين الريحاني في كتابه ملوك العرب ما فيه الكفاية وكذلك الشيخ حافظ وهبه وأبو عبيدة السكوني.
يقول امرؤ القيس:
تراءت لنا بين النقا وعنيزة
وبين الشجا مما أحال على الوادي
ويقول المهلهل:
غداة كأننا وبنى ابينا
بجنب عنيزة رحيا مدير
ويقول عنترة بن شداد:
كيف المزاد وقد تربع أهلها
بعنيزتين وأهلنا بالغيم
وعنيزة مدينة زراعية بطبيعتها فماؤها عذب وأرضها خصبة، وتشكل الاشجار هلالا خصيبا يحتضن المدينة من ثلاث جهات هي الشمال والغرب والجنوب.
مظاهر العيد في عنيزة:
يتوافد ابناء عنيزة من كل مكان ليقضوا عطلة العيد في بلدهم وبين أهلهم وأصدقائهم بعد ايام الفراق وعناء الدراسة والعمل.
وقبل العيد بيومين يلبس الصغار حللا قشيبة لتلقي الهدايا من أقاربهم ابتهاجا بالعيد السعيد.
والمار بالشارع التجاري في تلك الايام يشاهد الازدحام باديا فيه وذلك لشراء حاجيات العيد.
كذلك تجري الاستعدادات خارج البلد لنصب الخيام وتجهيز براميل الماء استعدادا لرحلات العيد.
اما في ليلة العيد فيجتمع الاصدقاء في مسامرات يتبادلون فيها الاخبار الطريفة والمسلية والمساجلات الشعرية، كذلك يتناولون مع بعضهم البعض المرطبات وعادة تمتد هذه المسامرات حتى الصباح.
وكثيرا ما نقيم النوادي الرياضية (العربي والنجمة) حفلات سمر تدعو فيها كبار الفنانين في المملكة للمشاركة في احياء هذه الليلة بالاشتراك مع فرق النادي التمثيلية وقد دعي في السنوات الثلاث الماضة كل من الفنان عبدالعزيز الهزاع وسعد التمامي ويتوافد عدد كبير من أبناء مدن القصيم لحضور هذه الحفلات.
وفي صبيحة يوم العيد تلبس الملابس الزاهية وينفرون الى المصلى جماعات جماعات لتأدية صلاة العيد وسماع خطبتها، ويقع مصلى العيد جنوب غرب المدينة غير بعيد منها:
وبعد الانتهاء من الصلاة يتبادل المواطنون التهاني ومن ثم يقفلون راجعين الى منازلهم للمشاركة في اكلة العيد وغالبا ما تكون من الاكلات الشعبية المعروفة مثل (الجريش، المطازيز، المرقوق، وغيرها).
وهذه العبادة قاربت الى الزوال حيث لا توجد الا في حارات محدودة. ولا تسمع في تلك الايام الا الكلمات الرقيقة كل عام وأنتم بخير من العائدين المقبولين، تقبل الله من الجميع.. الخ.
ويخرج عدد كبير من الاهالي الى المزارع المحيطة بالبلد لتناول الشاي وتبادل الورود وأخذ الصور التذكارية بهذه المناسبة السعيدة.
بعد ذلك تبدأ الرحلات الى خارج البلد وهناك يتبادلون الزيارات وامكنة الرحلات في عنيزة هي المصفر والجنييه حيث الرمال الذهبية وأشجار الغضا التي تمتاز بها هذه الامكنة، وفي كل مكان تسمع اصوات الطبول والعرضات النجدية والتي يجيدها الاهالي اجادة تامة، وأنواع العرضات النجدية كثيرة منها السامري والحوطي والناقوز كما يحصل المراد بين الشعراء الشعبيين وفي امكنة اخرى تجري مباريات ودية بين الفرق الرياضية.ولا ينكر احد ما للرحلات من فوائد جمة منها التعود على الخشونة والاعتماد على النفس.
هذه هي ايام العيد في عنيزة ارجو أن أكون قد وفقت لعرض مظاهره.
|