في مثل هذا اليوم من عام 1984م استأنفت الولايات المتحدة الأمريكية العلاقات الرسمية مع العراق، لكن أمريكا بدأت قبل ذلك بعدة سنوات تزويد العراق منذبداية حربه مع إيران بالمعلومات الاستخباراتية والدعم العسكري (سرا وعلى عكس موقف الحياد الرسمي الذي كانت واشنطن تتبناه) وذلك بناء على توجيهات سياسية رئاسية من جانب الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت رونالد ريجان. وقد تم إعداد ذلك في أعقاب مذكرة دراسة الامن القومي الأمريكي في مارس عام 1982والتي طلبت مراجعة السياسة الأمريكية تجاه الشرق الاوسط.
وفي أواخر عام 1984 استأنفت الولايات المتحدة الأمريكية والعراق علاقتهما الدبلوماسية الكاملة التي قطعت أثناء العدوان الإسرائيلي ضد الدول العربية في يونيو 1967.
أما اسم المبعوث الخاص للرئيس ريجان إلى العراق في النصف الاول من الثمانينيات فهو دونالد رامسفيلد، والآن فإن رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الحالي الذي لا يترك مناسبة إلا ويتحدث فيها عن جرائم نظام حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بما في ذلك الجرائم ضد القوات الإيرانية أثناء الحرب بين العراق وإيران.
والوزير الأمريكي في كل ذلك يبدو وكأنه لا يشعر بأي تأنيب ضمير بسبب دوره السابق مع هذا النظام العراقي، وعندما يتحدث رامسفيلد اليوم عن عشر سنوات من الخضوع «لعدوان واضطهاد وتحدي» العراق فهو يشير إلى أنه لا يريد أن ينقب في الماضي، وهذا مفهوم بالطبع في ظل الظروف التي وجد الرجل نفسه فيها، فرامسفيلد مطالب حاليا بإيجاد تبريرللحرب التي قادها ضد العراق منذ أن بدأت أمريكا تستهدف هذه الدولة باعتبارها عدواً، والحقيقة أنه في ظل القوة الطاغية التي يتمتع بها رامسفيلد والسيطرة الكاملة لقوى التضليل المتاحة له لم تكن حقيقة أن الولايات المتحدة وبمساهمة رئيسية من جانب رامسفيلد نفسه كانت من الرعاة الرئيسيين لنظام الحكم العراقي طوال السنوات التي كان يرتكب فيها جرائمه وانتهاكاته.
| 
