* تحقيق صالح الدواس
مدير المدرسة والمعلمون يتحملون أمانة ثقيلة تجاه الأطفال والناشئة من حيث تربيتهم وتعليمهم كما يجب وكأفضل ما يكون ويمكن، ولا يمكن ان نصل بالعملية التربوية التعليمية إلى درجة النجاح والتميز بل التفوق إلا بعوامل متعددة متكاملة لتحقيق الهدف الأسمى ومن أوائل بل أبرز هذه العناصر يأتي مدير المدرسة الذي يفترض ان لا يتم اختياره إلا حسب معايير وركائز إن لم تتوافر فيه لم نحصد ثمار العمل التربوي اليومي.. هنا نقرأ بايجاز آراء لعدد من التربويين حول هذه المسألة..
المدير حاذق فطن
مدير عام التربية والتعليم بالقصيم الأستاذ صالح عبدالله التويجري يرى ان مدير المدرسة هو القلب النابض والعقل المدبر وهو الذي يرعى النظام ويحترمه، وعن أهمية مدير المدرسة ما قاله رجال التربية: «اعطني مديراً اعطك مدرسة» فهذا مثل جربناه فإذا اختير المدير وفق معايير تربوية دقيقة فإن المدرسة تتغير جذرياً لأن المدير الفطن الذي يخشى الله ويتقيه ويعطي هذه الأمانة ما تستحقها من عناية ورعاية واهتمام فإنه يشغل الناس معه حتى غير النشيط والمتراخي. هذا وما زلنا نجني ثمار المدير الناجح في المدرسة لتكون مدرسة متميزة. وتبرز مواهبه من خلال أعماله وبالتالي نقطف الثمار الجيدة لإدارة جيدة.
وان مهمة المدير الناجح تشغيل من حوله لأن الإدارة تحتاج إلى خبرة وحنكة ومقدرة ودراية وتدريب طويل أثناء الخدمة ويتم ذلك بطريقة شورية لا استبدادية فالقرآن الكريم بالوثيقة التربوية يقول {وّأّمًرٍهٍمً شٍورّى" بّيًنّهٍمً} وقال تعالى {وّشّاوٌرًهٍمً فٌي الأّمًرٌ} هكذا كانت القيادة النبوية الشريفة ومن بعدها من قادة المسلمين إلى يومنا هذا يأخذون الرأي والمشورة والنصح «أشيروا علينا» كما قال صلى الله عليه وسلم فمدير المدرسة مع تأهيله وتسليحه بالعلم والخبرة والمقدرة التربوية يحتاج إلى رأي زملائه في المهنة وهكذا تسير العملية في جو تعاوني مثمر وعمل جماعي رائع.
القدوة الحسنة
وقال رئيس مجلس إدارة مدارس التربية النموذجية بالرياض الشيخ محمد بن إبراهيم الخضير: تكمن أهمية مدير المدرسة في ان نجاح المدرسة في تحقيق أهدافها مرهون بنجاح إدارتها إذ لا يمكن ان تؤدي المدرسة رسالتها على الوجه الأكمل إلا بوجود مدير قادر على التفاعل مع كل ما هو متوافر لديه وتسخيره لخدمة الطالب وغرس روح المحبة والألفة والجدية في نفوس الجميع والمدير الناجح هو الذي تظهر آثاره الايجابية على المجتمع المدرسي بصفة عامة ولعل من أهم صفات مدير المدرسة الناجح القدوة الحسنة في القول والعمل وتهيئة جو مناسب من العلاقات الإنسانية داخل المدرسة وزرع الثقة بين العاملين بالمدرسة وتقوية روابط الاتصال بين المنزل والمدرسة للنهوض بمستوى الطالب الأخلاقي والعلمي.
حلقة وصل
وأكد مساعد المدير العام للتربية والتعليم بالقصيم للشؤون المالية والإدارية الأستاذ فهد عبدالعزيز الأحمد ان مدير المدرسة هو المشرف المقيم بالمدرسة وهو المسؤول الأول عن جميع ما يتعلق بها من الأعمال التربوية والإدارية وهو حلقة وصل بين المدرسة وإدارة التعليم من جهة والمدرسة والمجتمع من جهة أخرى.
والمدير الناجح هو الذي يحس بالمسؤولية الملقاة على عاتقه وعظم الأمانة التي يحملها وفي الغالب يعزى نجاح أي مدرسة إلى نجاح مديرها لأن المدير الجاد يدفع جميع العاملين معه إلى بذل أقصى جهدهم للارتقاء بمستوى طلبتهم إلى أرفع المستويات وأرقاها.
وعن دور مدير المدرسة في عملية تقويم العملية التربوية والتعليمية داخل المدرسة فإن تقويم المدير لعمل المدرسة ومتابعة مدى تحصيل الطلبة وخصوصا الضعاف من أهم واجبات مدير المدرسة لذا فهو مطالب بزيارة المدرسين في فصولهم والاطلاع عن كثب على مستوى أداء المعلمين ومتابعتهم لطلابهم ومستوى الطلبة والواجبات المنزلية وملاءمتها وتصحيحها كل ذلك يجعل مدير المدرسة على علم تام بما يجري داخل المدرسة، ومن ثم يأخذ بدراسة نتائج هذا التقويم ومعالجة السلبيات، وهذا بلا شك يثري العملية التعليمية ويبرز دور مدير المدرسة في ذلك.
دورإشرافي.. توجيهي
وتحدث مدير إدارة شؤون المعلمين بالقصيم الأستاذ عبدالله الركيان وقال: تتركز أهمية مدير المدرسة على عملية الإشراف والتوجيه داخل المدرسة ومتابعة المعلمين والتحصيل الدراسي للطلبة لأن الإدارة المدرسية عملية فنية منظمة تؤديها قيادات مؤهلة لديها خبرات تربوية متنوعة شاملة هدفها مساعدة من هم في موقع العمل ورفع مستوى عملية التعلم وتحقيق أهداف التربية ورغم الأهمية الكبيرة والدور الملقى على عاتق مدير المدرسة إلا ان العمل في الإدارة المدرسية لا يقوم به فرد واحد كالمدير مثلاً، ولكن تحتاج العملية شيئاً من تضافر الجهود وتطبيق مبدأ العمل الجماعي. والمدير الناجح هو الذي يستطيع بحكمته وحنكته تحريك العناصر البشرية داخل المدرسة بالتفاهم والتعاون والتشاور.
التقويم ومدير المدرسة
وعن أهمية متابعة تقويم مدير المدرسة «نفسه» وأثر ذلك في العملية التعليمية قال رئيس قسم الإدارة المدرسية بالقصيم الأستاذ أحمد بن سليمان الفايزي إن التقويم بصفة عامة عملية مستمرة وشاملة سواء الطالب أو المدرس أو المنهج أو طرق التدريس وجميع جوانب العملية التعليمية. ومدير المدرسة يأتي في مقدمة من يجب تقويمه ومتابعته من قبل قسم الإدارة المدرسية بالإدارة التعليمية. وبمتابعة المدير وتقويم اعماله وخاصة متابعته للطلاب الضعاف وضبط النظام وحل المشكلات التربوية ومراعاة الفروق.. الخ بلا شك ان ذلك شحذ لهمم الجميع وخاصة من لديهم بعض الملاحظات والعمل على تلافيها، كما لا ننسى الجانب الايجابي لعملية التقويم وهو الإشادة بالمبرزين ولو معنويا فهو بلا شك دافعا لهم للتجديد والابتكار. وهذا التقويم في النهاية يعود على تحسين سير العملية التعليمية وتحقيق أهداف التربية ويؤكد أهمية متابعة مدير المدرسة وتقويمه.
صفات المدير
وعن صفات المدير قال مدير مدرسة كعب بن مالك الابتدائية برياض الخبراء الأستاذ عبدالله غنام الغنام: يجب ان يتسم بالأمانة والاخلاص والتفرغ للعمل ويكون ممن أعد تربويا لديه من العلم والخبرة لقيادة من حوله والاهتمام بالنشء والشباب. والكلام عن المدير الناجح يطول لكن خلاصة ذلك ما قاله رجال التربية في صفات المدير «حفظ الوقت والإنتاج فيه» فإذا كان المدير عنده أمانة لحفظ الوقت وجدية للإنتاج فيه بحيث لا يطفف او يختصر الوقت يأتي أول الوقت وينصرف آخره ويقوم بعمله كاملاً قبل ان يطلب من أحد شيئاً ما، كان النجاح بتوفيق الله حليفه بالإضافة إلى الجدية وقوة الشخصية وتحمل المواقف واللين والعطف مع الطلاب.
واجبات المدير
وعن واجبات مدير المدرسة قال الأستاذ عبدالله عمر السحيباني، مدير أبي عمر البصري لتحفيظ القرآن الكريم برياض الخبراء: إن عمل مدير المدرسة إشرافي توجيهي، كما أشرت إلى ذلك في البداية وهذا بالطبع يبدأ من عملية التخطيط فهو أساس كل عمل وعليه يتوقف نجاحه، ثم التنظيم فالتوجيه والمتابعة لكل ما خطط له ونظم بكل ما يتعلق بالمدرسة من أنشطة تربوية وتعليمية وإدارية والوقوف على السلبيات والايجابيات «تقويم» والعمل على تشجيع الأول وتنميته والعمل على علاج الثاني وتلافيه.
|