العيد كم لهذه الكلمة من حلاوة، وكم عليها من طراوة، يترقب الناس العيد الكبير منهم والوليد، فالشيخ يهجره الترح والشاب يغمره الفرح والطفل يغلبه المرح.
في العيد الكل قد لبس الجديد، فالشيوخ في زي الكبار والشباب في زي الرجال والاطفال كأزهار الربيع اذا ارتدوا حللهم فهم قد ازدادوا بالجمال جمالاً.
أقبل الشيخ الكبير.. تسابق الاطفال اليه يهنئونه بالعيد.. أدخل يده في جيبه فاذا هي قد امتلأت بالريالات قسَّم وأحسن القسمة.
ذهب الأطفال يلعبون وذهب الكبار يتسامرون، نظر الكبار الى الاطفال ليعيدوا ذكريات ايامهم الحلوة نادى أحدهم.
يا عم انظر الى ذاك الطفل.. الاطفال يلعبون إلا هو والاطفال يضحكون إلا هو والاطفال يمرحون إلا هو هل تعلم ما به؟
ذهب احد الشباب فأحضره.. سأله العم ما بك لا تلعب مع الاطفال؟ هل بك من سوء؟
فقال: كيف ألعب ولا من أب يسليني .. ولا من أم «تهنيني» ولا من أخ يواسيني.. لبست الجديد ولا أراه جديدا كنت في عيد مضى ألبس الجديد وأفرح وألبس الجديد فيقبلني أبي وتضمني أمي ويحملني أخي.. وهذا العيد رحل المقبِّل وغابت الضامة وولى الحامل.
هملجت دموع العم.. وبكى الكبار والشبان..
فإن مثل هذا بين اضلعنا ولا نحس.
عاش مأساته ولا من يسليه، هل نذكر مثل هذا في عيدنا هل نراعي مشاعرهم وقت فرحنا.
فالراحمون يرحمهم الرحمن.
| 
