الدهرُ ليس بعدَّةٍ وحسابِ
فالعُمُر يمضي دون أيِّ إيابِ
والحادثاتُ على الزَّمَانِ كثيرةٌ
لكنها وَمْضٌ كبرقِ سَحَابِ
إنَّ الزَّمَانَ إذا تأتَّى سعدُهُ
أفراحُهُ فوقَ اجتماعِ مُصَابِ
واللَّهُ قدَّرَ في الحياةِ لأَهلِهَا
وقفاتُ خَيْرٍ في طريقِ صَوَابِ
صُمْنَا وَعِشْنَا الشَّهرَ عُمْراً هَانِئاً
في حوزةِ الرَّحمنِ خيرُ ثوابِ
كنَّا بشهرِ الصَّومِ مثلَ مَلائِكٍ
ياليتَهُ دوماً بغيرِ ذِهابِ
رمضانُ ودَّعَنَا بخيرٍ حَافِلٍ
يا طِيبَهُ، يا فُرقَةَ الأَحبَابِ
واليومَ عيدٌ والحياةُ بهيجةٌ
باليُمن والإقبالِ خيرُ نِصابِ
اليومَ أمتُنا بفرحٍ غامرٍ
وقبول ربِّي دون أي حجابِ
يا أمةَ الإسلامِ أنتِ عَلَيَّةٌ
بالصَّومِ بالإفطارِ عزُّ جَنَابِ
يا أمَّةَ الإسلامِ أنتِ عظيمةٌ
ما مثل أهْلِكِ في كريمِ رحابِ
اليومَ عيدُ الفرحةِ الكبرى، وما
كَدَرٌ بأرضكِ أو بحفنِ ترابِ
بعضُ الحوادث لن تعكِّرَ صفوَنا
هي قشةٌ أو نَعْقَةٌ لِغُرابِ
بعضُ الذين تستَّرُوا في دِينِهمْ
لم يدركوا يوماً شديدَ عِقابِ
إنْ كانَ شهرُ الصَّومِ ليسَ برادعٍ
حُقُّ القصاصُ وحُقَّ كلُّ حسابِ
إنْ لمْ يكنْ في رُوحهم ذرُّ الهديِّ
هلاَّ ارعواءٌ من ذوي الألبابِ
يا أمَّةَ الإيمانِ أنتِ أبيَّةٌ
ولأنتِ دوماً في عزيز غِلابِ
ها أمتي في عيدِها بسعادةٍ
ها نحنُ في فرحٍ وشهد عِذابِ
ها فهدُنا ملكُ الحِمَى وزعامة
كالشمس تغمرُ رغم أيّ سحابِ
ها فهدُنا بالحبِّ يرعى أمتي
بالدينِ، بالقرآنِ خير كتابِ
انظرْ أخي ما في الرِّياضِ مباهجاً
والعيدُ بادٍ في جميعِ شِعابِ
انظرْ تَرَى سلمانَ جَدَّد ثوبَها
في العيدِ والألعابِ للأتْرابِ
قد زُيِّنتْ وتلألأتْ وتزاحموا
حولَ العروسِ بفرحةٍ بالبابِ
الكلُّ يأتيها سعيداً هانئاً
والكلُّ يرفلُ في قشيبِ ثيابِ
سلمانُ هذا العام أسبغ حُسْنَها
حتى بَدَتْ في روعةٍ وعجابِ
يا أمَّةً عظمى بدينِ محمدٍ
هَيَّا إلى وردٍ وخيرِ رضابِ
يا أمَّةً كُبرى بخيرِ عقيدةٍ
هيَّا إلى فرحٍ بدون وِصابِ
العيدُ في أرضِ النبوةِ ساطعٌ
بالخير، في أمنِ وغير حرابِ
العيدُ في أرض السَّلامِ سحائبٌ
تهمي بخيرٍ فائضٍ سَكَّابِ
العيدُ في وطني هنا في زهوِهِ
لم ينتكسْ أبداً بفعلِ ذئابِ
اللهُ أكبرُ فوقَ كلِّ مكائدٍ
اللهُ أكبرُ هازمُ الأحزابِ
اللهُ أكبرُ يا بلادى كبِّري
اللهُ أكبرُ فوقَ سُوءِ طِلابِ
ما خرَّبُوه هو التَّطرفُ، إنَّهم
هدموا مزاعمَهم بنكسِ رِقابِ
لنْ يفلحَ الأعداءُ مهما حَاوَلوا
فعلاً شنيعاً خَفاً وغيابِ
لن ينتهى عيدٌ لدينا سَامِرٌ
بالفرحةِ الكبرى مع الأترابِ
يا أمتي: يا عيدَ كل الكَون لا
أحد سواكِ له وفيرُ نِصابِ
دوماً يعودُ العيدُ أنتِ بهاؤهُ
وَلأنتِ للدنيا قَويُّ شِهابِ
سيظلُّ عيدُك دائماً وحياتنا
روض نضير في رُبىً وهِضابِ
يا فهدُ إنَّا خَلفَ سيفِكَ قوةٌ
كل بعزم فُتوةٍ وشبابِ
يا فهدُ سر نحو السَّلام مُيمَناً
سُبلَ الرَّخاءِ تقود كلَّ ركابِ
نَحمِي بلادَ الدينِ لا وَهنٌ بنا
نحن الإباءُ وأنتَ كلُّ رِغابِ
ندعو جميعَ العالمين محبةً
بيضاءَ، دون تحاقد وتَباب
ندعو الذين تنكبوا شَراً بنا
أنْ أوْبةٌ للخيرِ، رجعُ صَوابِ
لا لن يَهُزَّ الصَّامدين بدينهم
رجمُ النَّواة ولا طَنينُ ذُبابِ
المسلمون بصدق إيمانٍ همُ
من ذادَ عن دينٍ وطُهْرِ تُرابِ
المسلمون الصادقون عقيدةً
يبنون خيراً، لا فِعال خرابِ
الفرحةُ الكبرى لكلِّ بلادِنا
عَمَّت، وما أثرٌ لأيِّ مصاب
يا أمتي الشَّماءَ أنتِ بروحنا
مزجٌ بغيرِ تصنُّعٍ وكِذابِ
يا أمتي أنتِ النداءُ مردِّدا
صوتَ النَّجاةِ وفك كل رقابِ
لن يَخمُدَ الصَّوتُ العليُّ لأنَّه
صوتُ السلامِ وفصل كلِّ خطابِ
اللهُ أكبرُ، عيدُنا عيدٌ له
عبق الرَّحيقِ، وليسَ ذاكَ بخابِ
اللهُ أكبرُ عيدُنا أنوارُهُ
عمَّتْ جميعَ الأهلِ والأصحابِ
اللهُ أكبرُ أمتي هي أمتي
حب لها في مهجتي وثيابي
عيدٌ سعيدٌ أمتي طول المدى
يا أمَّةَ الأمجادِ والأحسَابِ
وليبقينَّ اللهُ عيدَكِ حافلاً
بالخيرِ والإسعادِ دونَ ذهابِ