نهى الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله عن الفساد في الأرض وعن اهلاك الحرث والنسل وذكر سبحانه انه لا يحب المفسدين ويمقت أعمالهم ولذا فإن حادث التفجير المؤلم الذي وقع في مدينة الرياض في يوم السبت الموافق 13/9/1424هـ ليلة الأحد في هذا الشهر المبارك شهر الصيام والقيام لله سبحانه وتعالى لهو عمل منكر لا يقره دين ولا عقل سليم والذين خططوا ونفذوا هذا العمل ارتكبوا عدة مخالفات شرعية والذين أفتوا لهم بذلك هم سواء فمنها:
1- عصيانهم للرب سبحانه وتعالى وخروجهم على حدوده ومحاربتهم لله لأن هذا العمل من ضروب المحاربة والافساد في الأرض.
2- عصيانهم للنبي صلى الله عليه وسلم الذي حذر في أحاديثه الكثيرة من اثارة الفتن وحمل السلاح على الأمة والخروج على ولاة الامر والناس مجتمعين عليهم لأن في ذلك شق لعصا الطاعة.
3- القيام بمثل هذا العمل خروج على ولي الأمر المسلم بعدم طاعته وعصيانه وارتكاب المفاسد المخالفة.
4- قتلهم الانفس المعصومة سواء كانت مسلمة أو مستأمنة أو معاهدة.
5- افسادهم في الأرض وقد حذر القرآن الكريم في آياته البينة وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من الافساد في الارض بسفك الدماء واهلاك الحرث والنسل وهو تحذير عظيم.
6- العمل الذي قامت به هذه الفئة الضالة لا يعد من الجهاد في سبيل الله ولا يطلق عليه استشهادي أو جهادي بل جهاد في سبيل الشيطان الذي يحب الفساد في الارض والتحريش بين أفراد الأمة المجتمعة والمتآلفة.
7- الذين قاموا ونفذوا هذا العمل الاجرامي بتفجير المباني والممتلكات وقتلوا الانفس المعصومة وروعوا الآمنين عملهم يعد انتحاراً وقتلا للنفس ومعلوم حكم من يقتل نفسه أو ينتحر في الشريعة الاسلامية والنصوص الشرعية من الكتاب والسنة متضافرة على ذلك ولا تقبل التأويل.
8- إن هذا العمل ليس من الاصلاح في شيء فمريد الاصلاح لا يحمل السلاح والمتفجرات ويخرج عن طاعة ولي أمره ويشق عصا الطاعة ويزرع الفتن في أمته ويعمل ويستند على فتاوى المجهولين وأنصاف المتعلمين الذين ليس لديهم علم بكتاب الله ولا بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
09 إن هذا العمل الذي يزعزع الأمن في بلاد الاسلام بلاد الحرمين الشريفين واستقرارها يفرح أعداء الله وأعداء الدين والمتربصين بأهل الاسلام الدوائر الذين يحسدون هذه المملكة على دينها وأمنها واستقرارها ونعمتها وثرواتها.
10- على من قام بهذا العمل أو يفكر بالقيام به أو يخطط له أو يفتي بذلك ان يتوب الى الله وأن يسلم نفسه وسلاحه لولاة الأمر حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فالأمر جد خطير إما جنة عرضها السموات والأرض وإما نار تلظى.
11- الواجب على الأمة بعامة أن تنكر هذا العمل قولا وفعلا وتأخذ على يد السفهاء الذين يريدون الافساد في الارض بمحاربة الله ورسوله والعبث بأمن واستقرار هذه المملكة السنية حاملة لواء التوحيد ومهبط الوحي وتخدم الحرمين الشريفين التي بحمد الله دينها الاسلام وتحكم شريعة الله في العباد وتقيم حدود الله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وهذه وقفات مكملة أحببت ايرادها للتذكير وهي:
1) في مثل هذه الأحداث والفتن والنوازل رفعها الله عن بلادنا بمنه وكرمه يجب الدعاء والتضرع الى الله والرجوع إليه وسؤاله والالحاح في ذلك والالتفاف حول ولاة الأمر نصرهم الله والرجوع الى العلماء فيما يشكل والأخذ عنهم وعدم نقل وترديد الشائعات التي تصدر من المرجفين والمتربصين.
2) الآباء والأمهات والمربون وأئمة المساجد والخطباء وأصحاب القلم كلهم مسؤولون أمام الله عن هذه الأمة فكل على ثغر فكلكم راع وكل مسؤول عن رعيته.
3) كلمة الفصل في حكم هذا العمل بالرجوع لما ورد عن الحكيم الخبير سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء ذلك في فتاوى وبيانات هيئة كبار العلماء حفظهم الله وسددهم.
4) أتمنى على جامعات المملكة والعلماء وأهل الحل والعقد والمثقفين ومراكز البحوث دراسة هذا الفكر وتأصيله تأصيلا شرعيا ووضع منهج دراسي لطلاب وطالبات التعليم الجامعي والعام حتى يكون هناك حصيلة علمية تقي بإذن الله أبناء هذه المملكة من الوقوع والتأثر بهذا الفكر المنحرف الضال.
وفي الختام أشكر ولاة الأمر سدد الله خطاهم على جهودهم في القضاء على هذه الفئة الضالة وعلى تضحيات رجال الامن في تتبع هذه الخلايا الفاسدة والقضاء عليها وأسأل الله لهم الاعانة وأسأل الله ان يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه ويرد كيد كل حاسد ومتربص ومرجف وأن يعيذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|