|
|
تعرضت الرياض مؤخراً إلى أحداث مؤسفة خلفت الكثير من الخسائر المادية والمعنوية وذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء أطفالاً ونساء ورجالاً لا علاقة لهم بمسببات الأحداث ودوافع ارتكابها. وإذا كنا نتفق على خطورة مثل هذه الأحداث على مجتمعنا السعودي فإننا أيضاً نتفق أنها قد كشفت لنا العديد من الأمور المهمة التي كنا نعدها في السابق من هوامش الحياة أو كنا في السابق لا نتعامل معها بالجدية والواقعية المنشودة. فمن جهة نجد أن هذه الأحداث قد وضعتنا كدولة وكمجتمع أمام مسؤولية جديدة تجاه متغيرات الحياة الرئيسة بما فيها المتغير الفكري الذي بدت أهميته واضحة للعيان لا يحق لنا بعد اليوم التخاذل في التعامل معه كمحدد مهم لطبيعة واقعنا ومستقبلنا ككيان متكامل. فمن خلال هذه الأحداث اتضح أن فشلنا كمجتمع وكمؤسسات علمية وأجهزة حكومية في تحقيق المتابعة الدقيقة لحركة متغيرات المنظومة الفكرية في المجتمع السعودي قد خلف واقعاً فكرياً غير متسق مع الإطار الفكري العام له قادة نافذون وله منهجية تختلف تماماً عما هو سائد في المجتمع. وفي اعتقادي أن السبب الرئيس وراء مثل هذا التشتت الفكري يتمثل في فقدان القيادة الفكرية الفاعلة القادرة على كسب ثقة الجميع وعلى دحض معطيات الفكر المضاد مما أتاح الفرصة لكل من يستطيع أن يكون مقنعاً لتكوين مجتمعه الخاص تحت غطاء الإصلاح والتوجيه والإرشاد. وبالتالي فإننا وبعد أن اتضحت أهمية هذا الجانب مطالبون بدراسة واقع القيادات الفكرية لدينا للتعرف على الأسباب التي أدت إلى حدوث مثل هذا التشتت الفكري وعلى الأسباب التي أدت إلى اضعاف العلاقة بين هذه القيادات وبين فئة الشباب التي لم تعد قادرة على فهم منطلقات القيادات التقليدية التي تتعامل وفق منهجية فكرية لا تتفق مع البناء الفكري لهذه الفئة المهمة. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |