* تفليس من اليزابيث بايبر رويترز:
قال ادوارد شيفردنادزة الرئيس المستقيل لجورجيا انه ادرك ان الوقت قد حان للرحيل ليس عندما اندفع الاف المحتجين إلى الشوارع ولكن عندما اخبرته زوجته واولاده بذلك.
وأضاف شيفاردنادزة وقد بدا عليه التعب وان كان مازال قادرا على ان يطرف بعينه ويبتسم للزائرين ان اولئك الذين سعدوا لاستقالته يوم الاحد في اعقاب اسابيع من احتجاجات المعارضة ربما يشعرون بالندم على ذلك، وقال بنبرة متمهلة وهادئة «رأيتهم وهم يرقصون ويغنون ويصفقون.. لكني اعتقد انهم في الصباح اعادوا التفكير في الامر وادركوا ان ما حدث كان امرا جللا» لكن شيفردنادزة البالغ من العمر 5 7 عاما قال ان تنحيه لم يكن أسوأ من استقالته من منصب وزير الداخلية ابان الحقبة السوفيتية .. بل انه ليس في طليعة ما مر به من لحظات عسيرة.وكان محتجون جورجيون قد اتهموا شيفاردنادزة بتزوير انتخابات اجريت هذا الشهر وباساءة الحكم بصورة فاضحة، ولكن مع احتفاظه بنظرته الفلسفية حتى النهاية قال شيفاردنادزة وهو جد لخمسة احفاد ان يوم الاحد كان اوان رحيله ولم ترد عنه سوى اشارة عابرة لاي ضغوط أمريكية أو روسية، وقال لرويترز في مقر اقامته «قال اقاربي ووالدتي وابنتي وابني في باريس إن الوقت قد حان للرحيل» وتغطي جدران المنزل صور شخصية له واخرى وهو يصافح او يداعب الرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش والزعيم الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران.وبزغ نجم شيفاردنادزة في هذا البلد الجبلي الواقع في منطقة القوقاز على مدى ثلاثة عقود في البداية كمسؤول شيوعي ثم رئيسا للبلاد. واردف بقوله انه لم يكن ليلجأ ابدا لاستخدام القوة لتفريق احتجاجات المعارضة والتي اطاحت به في النهاية وبعد ثلاثة أسابيع، ويعتقد كثير من المحللين والدبلوماسيين ان العناصر المتشددة حول شيفاردنادزة حاولت مرات عديدة ابان الازمة السياسية اقناعه بقمع المعارضة التي ثارت بشأن انتخابات متنازع عليها، واستطرد شيفردنادة قائلا كان يمكن بدلا من تقديم استقالتي ان اصدر أوامري لوزيري الدفاع والداخلية باستخدام القوة وتفريق التظاهرات ولكن هذا لم يكن ليتفق مع شخصيتي الحقيقية.
|