Wednesday 26th november,2003 11381العدد الاربعاء 2 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الأمير طلال بن عبدالعزيز في مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية الفرنسية: الأمير طلال بن عبدالعزيز في مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية الفرنسية:
السعوديون سيتحولون إلى دروع لإحباط أي محاولة لتقسيم بلادهم
هجمات 11 سبتمبر تتطلب قدرات رهيبة تتخطى قدرة القادمين من الصحراء
القيادة السعودية ستعلن عن مزيد من الإصلاحات في الوقت المناسب

* باريس - أ ش أ:
حذر صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز من أن جميع السعوديين سيتحولون إلى دروع بشرية لحماية بلادهم.. لو حاولت الولايات المتحدة فعلا تنفيذ أي خطة لتقسيم المملكة العربية السعودية.... مشككا من جانب آخر في الاتهامات الموجهة لمواطنين سعوديين بأنهم منفذو هجمات «11 سبتمبر» على أساس أنها عمليات تتطلب تنظيما وقدرات رهيبة تتخطى بكثير قدرة بعض السعوديين القادمين من الصحراء.
وقال الأمير طلال بن عبدالعزيز في مؤتمر صحفي عقده في باريس في مقر رابطة الصحافة الأجنبية التابع لوزارة الخارجية الفرنسية إن السعودية سمعت عن خطط لتقسيم المنطقة من مسؤولين على أعلى مستوى في الإدارة الأمريكية.
وعن سؤال حول ما إذا كانت هذه التهديدات مجرد شائعات أو واقعاً قال الأمير طلال إن الرئيس بوش أشار إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تعيد النظر في العلاقات التي أقامتها منذ «60» سنة في دول ليس بها ديمقراطية في حين تحدث كولين باول عن إعادة النظر في خريطة الشرق الأوسط.
وحذر الأمير طلال قائلا.. إنه رغم صدور هذه التهديدات من أعلى المستويات إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالتقسيم بالذات فإن كل أبناء الشعب السعودي سيتحولون إلى دروع ضد أي طرح بتقسيم بلادهم».
وردا على سؤال حول امكانية قيام السعودية بالمطالبة بإجراء تحقيق محايد في الولايات المتحدة أو تحت إشراف أي مؤسسة دولية لكي تنفض عن كاهلها تهمة قيام مواطنيها بشن هجمات الحادي عشر من سبتمبر.. خاصة وأن عددا من كبار الخبراء في ألمانيا وأوروبا كما قالت مجلة لوبوان الفرنسية اتهموا أجهزة المخابرات الأمريكية «سي. أي. أيه» والإسرائيلية «الموساد» بأنهما وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر.. مستشهدين في ذلك بعدم وجود أي أثر لجثث الانتحاريين الذين قاموا بالعمليات وبعدم توجه اليهود إلى مقار عملهم في مركز التجارة العالمي يوم 11 سبتمبر 2001.. قال الأمير طلال إن القضاء الأمريكي أكد عدم أحقية أحد في مطالبة السعودية بتعويضات عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وكان عدد من أسر ضحايا الحادى عشر من سبتمبر قد طالبوا السعودية بتعويضات تصل لأكثر من 800 مليار دولار.
وعن سؤال حول ما إذا كانت السعودية تأخذ في اعتبارها امكانية قيام اليهود بعد عشرين أو ثلاثين سنة من الآن بنشر قائمة بأسماء يهود في مركز التجارة العالمي يكون قد توفاهم الله على أنهم قتلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر لتبرير مطالبة السعودية بمئات المليارات من التعويضات...
قال الأمير طلال إن السعودية لا تستطيع عمل أي تحقيق يعتد به بشأن المسؤولين عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر.. طالما ظلت أمريكا تحتجز المسؤولين المفترضين عن هذه العمليات في معسكر جوانتانامو دون محاكمات.
ويذكر أن اليهود لم يبدأوا استغلال محارق النازي في الحصول على تعويضات بمليارات الدولارات من ألمانيا وأوروبا إلا بعد مرور أكثر من 40 سنة.. على افتراض وقوع هذه المحارق بعد أن أصبح من الصعب التحقق من أسماء من قتلوا فعلا فيها ومحاكمة من يشكك أصلا في وقوعها.
واعتبر الأمير طلال أنه من الصعب على السعوديين القادمين من الصحراء ومن معهم أن ينفذوا عمليات بحجم هجمات «الحادي عشر من سبتمبر» التي تتطلب قدرات أجهزة رهيبة تخرج عن قدرات هؤلاء الأفراد.
واعتبر الأمير طلال أن السعودية لن تستطيع مع ذلك حفظ حقها بالمطالبة بإجراء تحقيقات محايدة عن المسؤولين عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر طالما ظلت أمريكا تحتجز في قاعدة جوانتانامو بكوبا المسؤولين المفترضين عن تلك الهجمات.
وناشد الأمير طلال الولايات المتحدة سرعة إطلاق سراح المحتجزين في جوانتامو أو تقديمهم إلى المحاكمة العلنية مشيرا إلى أن احتجازهم دون محاكمات.. يعد انتهاكا للقوانين الدولية.
وألقى الأمير طلال بن عبدالعزيز على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بمسؤولية العمليات الإرهابية التي تضرب دول المنطقة.. مبررا ذلك بأنها سياسات قائمة فقط على القوة العسكرية ومتجاهلة لأي حلول سياسية لمشاكل المنطقة التي تغذي الإرهاب وما يطلقون عليه إرهابا.
وأكد أن السعودية تقيم علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ أن أرساها مؤسس السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - منتقدا في نفس الوقت بعض أعضاء الإدارة الأمريكية بأنهم لا يستمعون للنصيحة ولا يقبلون النقاش الموضوعي متهما إياهم بأنهم سوف يمضون في الطريق الذي رسم لهم.
وقال إن السعودية لا تريد أن تطرح أمورا لا تتفق ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية مشيرا إلى أن السعودية لا تريد في نفس الوقت أن يتم طرح أمور عليها لا تخدم مصالحها.
وشدد على ضرورة أن تتلاقى مصالح السعودية ومصالح أمريكا محذرا من أن السياسة التي تتبعها أمريكا الآن لن تخدم المصالح الأمريكية على المدى الطويل.
ونفى الأمير طلال بن عبدالعزيز من جانب آخر تهمة الإرهاب عن الفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال الإسرائيلي وتساءل.. هل يجوز أن يطلق على المناضلين الفلسطينيين وصف إرهابيين؟.
وحذر من أنه لو تم اتباع نفس المنطق على كل المناضلين فإننا سوف نقبل أن يتم اطلاق وصف «إرهابي» على الرئيس التاريخي لأمريكا جورج واشنطن عندما ناضل ضد الاحتلال الإنجليزي وأن نطلق أيضا وصف «إرهابي» على الزعيم الفرنسي الأسطوري شارل ديجول الذي قاد المقاومة الفرنسية على الاحتلال النازي ليرسي في العالم قواعد الحرية ورفض الخضوع للاحتلال.
وأكد الأمير طلال أن العرب ليسوا ضد اليهود بل هم ضد سياسة القوة العسكرية التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون.. مشيرا إلى أن العرب عرضوا الاعتراف بإسرائيل بمقتضى المبادرة السعودية التي تبنتها القمة العربية في بيروت لكن شارون هو الذي رفض هذه المبادرة التي توفر الأمن والسلام لإسرائيل.
وقال إن العرب والمسلمين يريدون أن يعيشوا في أمن وسلام مع اليهود أينما كانوا ومع المسيحيين أينما كانوا موكدا أن العرب يقبلون الآخر ويريدون العيش مع الآخر.
وأكد الأمير طلال بن عبدالعزيز أن الشعوب العربية لا تريد الحروب.. وتريد العيش بأمن وسلام مع الجميع.. مشيرا إلى أن من يقفون وراء هذه الحروب والمشاكل هم بعض الزعامات التي لها مصالح من شن الحروب أو بعض الفئات التي ترتزق من وراء هذه الحروب المدمرة.
وانتقد الأمير طلال الولايات المتحدة لعدم تأييدها للمبادرة السعودية إلا في الأيام الأولى لإطلاقها قبل أن تطرح مبادرات أخرى متجاهلة المبادرة العربية التي حازت على اتفاق جميع الدول العربية خاصة وأنها تعترف بإسرائيل.
ومن جانب آخر أكد الأمير طلال أن السعودية سوف تبدأ في إجراء إصلاحات لإرساء مزيد من الديمقراطية على أراضيها مؤكداً أن القيادة السعودية ستعلن عن مزيد من الإصلاحات في الوقت الذي تراه مناسبا.
وعن الاتهامات الموجهة للمناهج الدراسية في السعودية بأنها المسؤولة عن التشدد الذي يضرب المجتمع السعودي.. قال الأمير طلال إن السعودية بدأت بالفعل تغيير المناهج مشيرا إلى أن هذه التغييرات لن تصل إلى حد المساس بالدين الإسلامي.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved