* الكوت - د. حميد عبد الله:
بعد ستة أشهر من سياسة (الحدود المفتوحة) التي اتبعتها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، والتي أدت إلى تسلل آلاف العناصر الأجنبية إلى الأراضي العراقية من غير حسيب أو رقيب، قررت سلطات الاحتلال أن تغلق الأبواب أمام الوافدين إلى العراق وتطرد من دخل منهم بنحو غير شرعي، وتزرع نقاط تفتيش للسيطرة على الحدود وخاصة مع الدول المتهمة برفد المقاومة العراقية بعوامل الديمومة والقوة سواء بعلم سلطات تلك الدول أم من وراء ظهرها. وفي هذا الاتجاه باشرت مجاميع من شرطة الحدود العراقية، وبإشراف القوات الأوكرانية، بالانتشار على طول الحدود بين العراق وايران في قاطع محافظة الكوت. وقال العميد عبد المنعم عبد الرزاق قائد قوات شرطة الكوت: إن هذه الممارسة تهدف إلى اختبار قدرة جهاز الشرطة في المحافظة في رد الفعل والتعامل مع الطوارئ والمستجدات، مؤكدا أن مفارز من رجال الشرطة القت القبض على سيارة محملة بالقاذفات والقنابل والمتفجرات عند أحد مداخل المدينة وقد اتضح من سير التحقيق أن تلك الأسلحة كانت متجهة إلى مخابئ للمقاومة العراقية، كما تم اعتقال اثنين من الأجانب غير ان قائد الشرطة رفض تحديد جنسيات الأجنبيين اللذين تم اعتقالهما لكن المرجح انهما مواطنان إيرانيان.
على صعيد متصل تخرج 85 رقيبا ضمن الدفعة الأولى من حراس الحدود من أبناء محافظة الكوت المشاركين في دورة تأهيلية استغرقت ثمانية أسابيع بإشراف مدربين أوكرانيين وفلبينيين.
وتلقى رجال الشرطة العراقية محاضرات وتدريبات مكثفة على طرق وأساليب ضبط المتسربين ومراقبة الحدود وجمع المعلومات والمهمات الاستخبارية لمواجهة التسرب المتواصل لعناصر الاستخبارات الإيرانية عبر الحدود مع العراق ولإيقاف انتقال عناصر إسلامية وعربية من الأراضي الإيرانية إلى العراق للقيام بعمليات ضد الوجود الأمريكي في البلاد.
وكانت أجهزة الشرطة في مدينة الكوت قد ألقت القبض في وقت سابق على عدد من الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية وهي في طريقها إلى إيران بهدف إحداث شحة في المواد الغذائية بما يؤدي إلى رفع أسعارها لإثارة نقمة مواطني المحافظة وشحنهم بالكراهية والحقد على القوات الامريكية. وكانت أوساط سياسية وإعلامية في العراق قد اتهمت المخابرات الإيرانية باغتيال آية الله محمد باقر الحكيم في مدينة النجف في شهر آب (أغسطس) الماضي الأمر الذي دفع السفارة الإيرانية في بغداد إلى الرد بشدة على تلك الاتهامات متهمة مروجيها بأنهم يهدفون إلى شق وحدة المسلمين وانهم من أصحاب النوايا المغرضة للإساءة للجمهورية الإسلامية.
|