إشارة إلى ما كتبه الأخ/ عبدالرحمن المساوي في عدد الجزيرة يوم السبت الموافق 20/9/1424هـ أحببت أن أشارك الأخ الكريم الرأي حيث كان عنوان موضوعه (لا للدراسة في رمضان) واحتج بذلك بعدة أمور أتفق معه في بعضها وأختلف أيضاً في بعضها. واختصاراً لما اتفق معه فيه أقول وبالله التوفيق نعم.. إن وضع المرأة المعلمة في رمضان وضع صعب ولا يختلف اثنان في ذلك ويشتد صعوبة بعد خروجها من المدرسة -وكلنا يعرف ذلك- حيث انها في رمضان تعيش بين نارين التدريس ونار البيت فكلها تعب وشقاء هذا من ناحية وضع المعلمة في رمضان..
أيضاً اتفق مع الأخ الكريم حول وضع الطلاب والمعلمين، حيث يكثر الغياب ويقل الفهم والتركيز ويعم الكسل والخمول. ولاشك أن لذلك تأثيراً على التحصيل الدراسي لدى الطلاب خصوصاً إذا كان هناك اختبارات كما هو حاصل في هذا الشهر حيث (اختبارات منتصف الفصل الأول).
لكنني أختلف معك في عدة أمور أولها أنت تقول: (ما الفائدة من قرار الدراسة في شهر رمضان؟ وما الأهداف الإيجابية التي سوف تعود من وراء ذلك؟!) أقول لك أول إيجابيات الدوام المدرسي هو تأدية الصلاة جماعة -صلاة الظهر- فالصلاة عبادة ولو كان هناك إجازة لما أديت هذه الفريضة ولا غيرها فأقل شيء أن تؤدى ولو صلاة واحدة جماعة ونحن نعلم أن ترك صلاة واحدة عمداً قد يخرج من الملة ولا نقول أنه كافر ولكن نقول قد يخرج من الملة.
ثم تقول رمضان شهر عبادة واستغفار وأتفق معك في ذلك ولكن من يعي هذا الأمر فلو كان هنالك إجازة لما قضيت في العبادة وحال شبابنا ينبئ بذلك. وانظر في العشر الأواخر انظرإلى حالهم أين من يطالب بالإجازة من أجل العبادة!! ها هي العشر الأواخر ماذا قدم الشاب سوى السهر واللعب، وهناك أمر يجب ألا نغفل عنه وهو العبادة ليست خارج المدرسة فقط بل وداخل المدرسة فالاستغفار عبادة وقراءة القرآن عبادة والتهليل والتكبير والتسبيح عبادة هذا غير الفرص التي تعطى للطالب من قبل معلميه لقراءة القرآن. وقد حدثني أحد الطلاب ويقول: والله أني أحرص على قراءة القرآن في المدرسة أكثر من حرصي عليه خارج المدرسة لان الملهيات خارج المدرسة كثيرة... وهذا دليل كاف على أن المدرسة تعتبر من المساعدات على العبادة والطاعة.
كذلك من الإيجابيات تكثر في المدارس المحاضرات والكلمات الوعظية وغيرها من برامج الإرشاد التي تحرص على أن يكون الطالب على وعي كاف بأن هذا الشهر شهر عبادة لا لعب ولهو قس على ذلك بأن لو كان الطلاب في إجازة فمن أين يأتيهم التذكير والتنبيه بأهمية شهررمضان.
أخي الكريم أغرب ما قرأت في مقالك هو قولك: (سهر إجباري ونوم قليل وصيام طويل وشمس محرقة الخ....) لنكن واقعيين أكثر ما الداعي للسهر الإجباري أم هو لمتابعة المسلسلات والتسكع في الأسواق وضياع في الاستراحات. كيف يا أخي تبدل الأحسن بالأسوأ تريد الإجازة من أجل ذلك السهر الإجباري لا من أجل العبادة مستثنين من ذلك العشر الأواخر وأما (شمس محرقة) فلا أدري ماذا تصنع المكيفات في هذا الزمن، وانظر إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم صيام وحرارة وجهاد في سبيل الله وإلى عهد قريب كانوا يصومون في الصيف ويعملون ولم يضرهم ذلك بل هم أفضل منا صحة ونشاطاً... ختاما ها هو رمضان قد أزف رحيله وأدعو كل مؤمن إلى استغلال ما تبقى منه. والله من وراء القصد.
فهد بن سعد العتيبي
ثانوية الملك فهد بالخرج
|