عندما امسكت قلمي لأكتب هذه الكلمات انتابني شعور الحيرة مما أنا فيه حيث اواجه امرين عظيمين لا أدري أيهما أقدم للكتابة.. هذان الأمران هما فراق رمضان الكريم واستقبال عيد الفطر.. ولكن لأقطع هذه الحيرة عزمت على الكتابة في الموضوع الأخير، حيث انه يجمع الأمرين فقبل ان نستقبل عيد الفطر المبارك ينبغي ان نقف مع أنفسنا وقفات.
أولاً: ان يستمر الإنسان في الطاعة والاحسان في آخر رمضان وبعد رمضان قال تعالى {وّلا تّكٍونٍوا كّالَّتٌي نّقّضّتً غّزًلّهّا مٌنً بّعًدٌ قٍوَّةُ أّنكّاثْا تّتَّخٌذٍونّ أّيًمّانّكٍمً دّخّلاْ بّيًنّكٍمً}.
ثانياً: ان يكثر الإنسان من الدعاء والابتهال الى الله تعالى بأن يتقبل منه ما قدم من أعمال صالحة فإن العبرة بالقبول وليس بما قدم الإنسان فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب وكم من متصدق ينفق ماله فلم تقبل منه نفقاته نعوذ بالله من الخذلان وليتذكر الإنسان انه مهما قدم ومهما عمل فلن يكافئ نعمة واحدة من نعم الله علينا اللهم تقبل منا رمضان وما كان فيه من الصلاة والصيام واجعله شافعاً لنا دخول الجنان يا عزيز يا رحمان.
ثالثاً: هذا هو العيد يطل علينا من جديد فماذا يريد.. انه يريد ان يذكر العباد بفضل الله وكرمه وجوده وانعامه، حيث جعل لهم مواسم العبادات ومواسم الجوائز والمكافآت.
انه يُريد ان يتذكر العبد وهو يلبس الجديد اخواناً له لا يوجد لديهم إلا الاسمال البالية والأحزان المتوالية.
انه يريد ان يعود صاحب الصدر الحقود والقلب الحسود ويتذكر ان الله هو صاحب الفضل والجود.
انه يريد ان يذكرنا باخوان لنا في الدين في انحاءٍ شتى لا يعرفون من العيد إلا اسمه وانى لهم معرفته والحروب تطحنهم والفقر يرافقهم.. انه يريد ان يذكرنا بواجبنا تجاههم فيدعونا للدعاء لهم ونصرتهم بما نملك من مالٍ ومتاع.
رابعاً: ما هو هدي نبي الهدى صلى الله عليه وسلم يوم العيد.. اعلم ان المقام لا يتسع لتفصيل ذلك ولكني اوجز في بعض نقاط أهمها:
- الاغتسال قبل الخروج للصلاة فقد صح عن سعيد بن جبير رضي الله عنه انه قال: سنة العيد ثلاث المشي والاغتسال والاكل قبل الخروج.
- ومن هديه أيضاً ما رواه البخاري عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات.
- التكبير يوم العيد قال الله تعالى {وّلٌتٍكًمٌلٍوا العٌدَّةّ وّلٌتٍكّبٌَرٍوا اللهّ عّلّى" مّا هّدّاكٍمً وّلّعّلَّكٍمً تّشًكٍرٍونّ (185)}.«البقرة »
- ومن ذلك لبس احسن الملابس فعن جابر رضي الله عنه قال: «كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها في العيدين ويوم الجمعة»، وأما النساء فيبتعدن عن الزينة إذا خرجن.
خامساً: هناك من يفرح بالعيد لأنه ودع رمضان وانتهى من الصيام وهذا خطأ فالمؤمن يفرح به لان الله وفقه لاكمال عدة الشهر ولذا البعض يعد رمضان ضيفاً ثقيلاً عليهم فيفرحون بانتهائه والله المستعان.
ومن الأخطاء ايضا ان بعض الناس يجتمعون على الغناء والسهر والعبث في العيد ظانين ان العيد مبرر لذلك وهذا من أكبر الأخطاء، فالمباح هو الفرح والسرور وقضاء الوقت بما هو من طاعة الله او المباحات ففيها الكفاية والأجر وأيضاً يستحب التوسعة على الأهل وزيارة الأقارب والأرحام وتهنئتهم بالعيد.
إضاءة
عن أبي أيوب الانصاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر». رواه مسلم.
متعب الرشود
الرياض- متوسطة حي السلام
|