السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
مقال افتتاحي بمجلة الجزيرة في عددها (59) من يوم الثلاثاء 23 رمضان وتحت عنوان «الضيف وقد أوشك على الرحيل». كتب رئيس التحرير الاستاذ خالد المالك كلمات وعبارات يا ليت ان قلمه لم يتوقف ويا ليت ان خياله لم ينته، لقد أحيا نفوسنا بتلك الكلمات الرائعة والعبارات الجميلة والمشاعر الفياضة لقد استطاع باسلوبه ان يختصر لنا هذا الشهر الكريم وأن يقدمه لنا في عبارات مختصرة جميلة، فمن ضمن ما ذكر في بداية كلامه يقول: (ها هو شهر رمضان يوشك ان يقول لنا وداعا دون ان يخبرنا هل من لقاء أو لقاءات قادمة معه...).
نعم.. هل فكَّر كل واحد منا ان هذا الشهر الكريم هو آخر شهر في حياته يصومه مع أهله، مع أولاده، مع الجيران مع المسلمين أجمعين؟!
هذا الشهر هو شهر التقوى شهر الاحسان شهر الرحمة والغفران. اسمع الى قول الله تعالى {لّعّلَّكٍمً تّتَّقٍونّ (183) أّّيَّامْا مَّعًدٍودّاتُ} فعندما تصل الآية ببعضها نجد أن التقوى اختصت هذه الايام أي أيام الصيام والحكم هي التقوى، فرمضان مدرسة نعم مدرسة التقوى من لم يتعلم فيها فمن أين يتعلم، ومن لم يتزود منها فأين يتزود؟! رحماك رحماك يا الله كم نرى من الناس اليوم يتزودون ولكن زادهم ليس الزاد الحقيقي يتزودون بزاد ولكنه زاد القنوات المضللة وزاد الاثام والعياذ بالله ولكن هل نراهم يتزودون من زاد التقى كما قال ربنا {وّتّزّوَّدٍوا فّإنَّ خّيًرّ پزَّادٌ التَّقًوّى"}.
فعلينا أيها القراء الأفاضل أن نتزود بالتقى وبالطاعات.
ولتعلمْ أن الله يتقبل من المتقين قال تعالى: {إنَّمّا يّتّقّبَّلٍ اللهٍ مٌنّ المٍتَّقٌينّ}.
وأخيراً وقبل أن أضع قلمي هذه كلمات أثارتها عبارات فأردت أن أمزجها لكي ينتفع بها الكبار قبل الصغار ورحماك يا ربي من عذاب النار، وأعاد الله علينا وعليكم شهرنا ونحن في عز ونصر وسعادة.
والسلام عليكم ورحمة الله...
عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن المكاوني
الخرج - ص.ب. 6821
|