قَرُب الرحيل فهاجت الأشجان
وبكت عيونٌ همّها الغفران
أسفاً على شهر الصيام وفضله
ليت الشهور جميعها رمضان
والناس بين مهلّل ومكبّر
ومرابط يحلو له القرآن
حفظوا الصيام لأنهم قد أدركوا
أن الصيام «أمانة» وأمان
وعلى «القيام» تعانقت أكتافهم
في صورة يسمو بها الإنسان
للناس في العشر الأواخر مظهرٌ
يحيا عليه الشيب والولدان
وبليلها شدّ الجميع مآزراً
لا ينبغي أن تغمض الأجفان
في الوِتر منها «ليلة» مخصوصة
تهفو لها الأرواح والأبدان
من حازها حاز السعادة كلها
ودعاه في شوق له رضوان
يا طالباً صفح الإله وعفوه
ضاعف جهودك فالمجِدُّ يُعان
فإذا تعبت فأنت تطلب راحةً
أبدية تجلى بها الأحزان
في جنّة الخُلد التي قد هُيئت
فلَنِعْمَ تلك الدار والسكان
فاحرص على ما نلت من أيامه
تسعد بدارٍ جارها الرحمن