ربما امتزجت فرحة العيد ببعض المرارة في أنحاء من العالم الإسلامي وربما غاب كامل تلك الفرحة في أنحاء أخرى، ومع ذلك فإن العيد يهلُّ ببهائه على الرغم من المنغِّصات التي تجتاح عالمنا العربي والإسلامي، وربما أن هذا الحضور المتميِّز للعيد هو الذي يغذي الأمل في النفوس وهي في أحلك لحظاتها، كما يحث على المبادرات المسؤولة بضرورة أن تنهض الدول العربية والإسلامية لمواجهة التحديات بكل ما تتطلبه من مباشرة فورية وتضامن وتعاون لتصبح المستحيلات في حيِّز الإمكان.
ففي فلسطين فإن أصوات الرصاص مختلطة بهدير الآليات التي تبني جدار شارون العازل تذكِّر دائماً بثقل الاحتلال الجاثم على الصدور.
وعشية العيد تعيَّن على بعض أبناء الضفة الغربية أن يبدأوا وبطريقة قسرية حياة جديدة في قطاع غزة، لأن الاحتلال أصدر أوامره بإبعادهم لعدة سنوات عن أهليهم
بدعوى أنهم من الناشطين.. والحادثة هي واحدة فقط من جملة ممارسات عدوانية ليس من سبيل لمواجهتها إلا برصِّ الصفوف الإسلامية والعربية لدعم الصمود الفلسطيني.وفي العراق صدرت دعوات من بعض القيادات للهدنة وإسكات البنادق على الأقل في هذه الأيام المباركة وإفساح الطريق لعودة الأمل إلى نفوس وقلوب العراقيين الذين يعيشون حرباً لا هوادة فيها منذ العام الماضي.
الهدنة مطلوبة في حدِّ ذاتها يأمل أن تتيح للاحتلال التفكير في مباشرة إجراءات تسليم البلاد إلى أهلها وفقاً لجدول زمني ومن خلال التمهيد الجيد الذي يضمن ألا تنزلق البلاد إلى مواجهات جديدة.
وفي كل الأحوال، فإن التضامن العربي الإسلامي يشكل مفتاحاً للعديد من المشاكل، فهذا التضامن يعني التأثير الإيجابي الفعلي في الأحداث، لأن ظهور تكتل للعرب والمسلمين بكل ما ينطوي عليه العالم العربي والإسلامي من قوى بشرية وما يتوفر عليه من إمكانات اقتصادية فضلاً عن العديد من المزايا الأخرى يمكن لها كلها أن تنبِّه الآخرين إلى أهمية أخذ مثل هذا الكيان في الحسبان عند أيِّ تحرك سياسي أو عسكري لأيٍّ من القوى الدولية وخصوصاً تجاه بلداننا العربية والإسلامية.
|