Tuesday 25th november,200311380العددالثلاثاء 1 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دعاة سلام ورسل محبة دعاة سلام ورسل محبة
الأمير بدر بن عبدالعزيز

يسعدني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، أن أتوجه إليكم جميعاً بالتهنئة الصادقة بصيام شهر رمضان الكريم وقيامه وبحلول عيد الفطر السعيد، داعياً الله أن يعيده على الجميع في عزة وسؤدد وتمكين.
كما يشرفني ويسرني أن أرفع باسمكم جميعاً إلى مقام خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك فهد بن عبدالعزيز، وإلى مقام صاحب السمو الملكي سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وإلى مقام سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أسمى آيات الولاء والطاعة، والعهد بأن نكون جميعاً دائماً كما عهدوا فينا الجنود الأوفياء، والعيون الساهرة على الأمن، وعلى حماية الوطن والمقدسات.
تنفرد هذه الأمة بحرصها عن غيرها من الأمم بطابع متميز خاص للعيد، فهو مناسبة تهدف إلى قطع رتابة الحياة، وتجديد العزيمة والإصرار على تحقيق الإنجازات، وتقوية روابط الأسرة والمجتمع والأمة جمعاء، وزيادة تآلفهم وتراحمهم، وتعريفهم بأحوال إخوانهم المسلمين في كل مكان، ليساعدوا الفقير، ويعينوا المحتاج، وينصروا المظلوم، وهو أيضاً وقفة لتدارس أحوال الأمة، وتأمّل ما تمر به، وما تعانيه في كل أمور الحياة، ومعرفة أسباب ذلك، وإيجاد العلاج الناجع له، حيث نستقبل هذا العيد السعيد في مرحلة معقدة من مراحل حياة أمتنا، وفي ظروف صعبة تغص بها ساحتنا، فنحن مطالبون بأن ننظر نظرة فاحصة فيمن حولنا، وماذا يجري بيننا، ونعيد ترتيب أوراقنا المتناثرة، وتنظيمها في عقد الوحدة والتوحيد، والعمل المخلص البنّاء، ووحدة الهدف والغاية والصف، وتوحيد المبادئ والتوجهات، واتحاد الطاقات المعنوية والتاريخية والحضارية اقتداء بسلفنا الصالح.
وعلى امتداد تاريخنا الإسلامي الطويل، ومنذ بزوغ فجر الإسلام على وجه المعمورة لم نكن في يوم من الأيام إلا دعاة سلام ورسل محبة، نسير وفق منهج سليم وسياسة راشدة وقيادة حكيمة تعتمد على الإيمان بالله وحده والثقة به، كما يدعم ذلك التوجه شعب عاهد على البذل والعطاء، انتصر لتاريخه بالمواقف البطولية وقفز فوق المحن والأزمات ليخرج هذا الوطن منتصراً في كل موقف معززاً بالإيمان والتقوى، وليستمر عطاء الحب والسلام في وطن الحرمين مهد الرسالة التي حملت للعام معاني السلام والحب والتسامح.
وبفضل هذا المنهج السامي الرشيد.. سارت بلادنا محققة الأهداف المبتغاة في التنمية فعززت من قدرتها العسكرية والاقتصادية وكرّست جهدها لبناء الإنسان السعودي.. وتأهيله.. وشجعت قطاعات الإنتاج المختلفة، وسعت إلى توسيع دائرة المشاركة في النهضة حتى تبوأت هذه البلاد المكانة المرموقة لها دولياً..
فالوطن قيم ومُثُل، ومبادئ وقيادة، أرض وإنسان، بناه القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وأصحابه الكرام من أبناء هذا الوطن، فلولا التوفيق الذي حالفهم من رب العزة جل وعلا لما احتفلنا في مثل هذا اليوم بهذا الفخر والاعتزاز، وما نتمتع به من الاستقرار وما ننعم به من خيرات و أجدها مناسبة لأؤكد لشبابنا أن وطناً كريماً مثل وطننا الكبير يرجو منهم أن يكونوا أكثر نضجاً وتفهماً لمتطلبات الحياة، ويأمل منهم البعد عن كل منزلق فكري وتربوي لا يحقق لهم ولا لوطنهم المكانة السامية، وعلينا أن نبني نظرتنا للحياة بروح الاعتدال والتسامح، تلك الروح التي يتميز بها منهج هذا الوطن الأشم، وأن نحرص جميعاً على تضامننا العربي والإسلامي، فالمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين تسخّر كل امكاناتها من أجل تحقيق هذا التضامن، منطلقة من سياسة مرتكزة على المبادئ والأسس التي بنى قواعدها المؤسس رحمة الله عليه، وسار عليها أبناؤه من بعده، ويسير عليها اليوم خادم الحرمين الشريفين بكل قوة واقتدار، وعزيمة، فالمملكة جزء لا يتجزأ من الأمة العربية والإسلامية تدرك ما يدور، وتعمل من أجل بناء الصفوف وتقوية الجهود وتوحيد الكلمة، لأن أعداء أمتنا يصلون ليلهم بنهارهم ويعملون ما في وسعهم من أجل تفريقها وإضعافها بشتى الوسائل والطرق، من غزو ثقافي وحضاري ومؤامرات ودسائس وفتن وحروب خفية ونشر سلوكيات غير إسلامية، وبث الفرقة، وزرع الشقاق بين شعوبها، وإنشاء الحركات والأفكار المناوئة للعروبة والإسلام، ولكن ما دمنا متمسكين بالكتاب والسُنّة فلا يضرنا ذلك بإذنه تعالى.
وفي خضم الاحتفاء بالعيد، وتبادل التهاني والتحيات، لا ننسى إخواننا وأبناءنا الذين يحتفلون بالعيد في أماكن أعمالهم على الحدود، وداخل المدن والقرى، وفي كل مكان من مملكتنا الغالية، يؤدون رسالتهم، يحرسون الوطن، ويوفرون الأمن للجميع، ويسهرون على راحتنا، ويعملون كل ما في وسعهم على أن لا يتكدر صفونا، وأن لا ينغّص سعادتنا مكروه.
هؤلاء بحرصهم على انتظام الحياة، وعلى تحقيق الأمن والأمان، إنما يؤكدون تفانيهم في واجبهم، وحرصهم على أن يعيش المجتمع في يوم عيده بأمل مشرق، وبسمة وضاءة.. وفرح دائم إن شاء الله.
لهؤلاء الرجال الساهرين.. على أمن الوطن.. تحية تقدير وإعجاب.. ودعاء متواصل بأن يكلل الله أعمالهم بالنجاح والتوفيق.
إن رجال الحرس الوطني في هذه المناسبة العظيمة يجددون الولاء لقيادتنا الرشيدة للعمل مع قطاعاتنا المسلحة بكل إخلاص لعزة هذا الوطن ونصرته بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين لمواصلة مسيرة التقدم والرقي التي تعيشها بلادنا داعين الله أن يحفظ هذه البلاد وأن ينصرها بنصرة الإسلام والمسلمين، إنه سميع مجيب.
تحية لكم أينما كنتم جنوداً تحرسون الحدود، وتؤمّنون على الوطن.. وتضحّون من أجله.. وتحرصون على راحة المواطن، وتسعون إلى إعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم وطنكم ومواطنيكم.
تقبلوا مني التبريك.. والدعاء أن يتقبل الله منا ومنكم وجميع المسلمين صيامنا وقيامنا وصالح الأعمال.
وتقبلوا مني مرة أخرى التهنئة لكم بهذا العيد المبارك.. وأنتم في مواقعكم، ساهرين مرابطين، وأن نعيش العيد مرات ومرات بكل أفراحه ومسراته، وقد حققت أمتنا ما تصبو إليه من نصر وسؤدد وتضامن.
أسأل الله أن يوفق قادة أمرنا وأن يزيدهم رفعة، وأن يجعل هذه البلاد آمنة مطمئنة شاكرة لأنعم الله قائمة بأمره، وأن يؤيد ولاة أمرنا بالحق ونصرة الدين، وأن يهدي ضالة المسلمين إنه سميع مجيب.
وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

* نائب رئيس الحرس الوطني

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved