* الرياض - الجزيرة:
أعلن فريق من أطباء القلب السعوديين، عادوا من مؤتمر عالمي لأمراض القلب، عن وسيلة جديدة في علاج النوبات (الجلطات) القلبية في المملكة، قد تقلل من معدل الوفيات المتوقع بعد التعرض لأول نوبة (جلطة) قلبية.
وأعلنت في المؤتمر، وهو المؤتمر السنوي لجمعية القلب الأمريكية لعام 2003، نتائج دراسة في غاية الأهمية، هي دراسة «فاليانت» VALIANT، والتي اشتملت على 703 ،14 مريض بالنوبة القلبية، تمت معالجتهم بدواء فالستران «ديوفان». وتعتبر دراسة «فاليانت» (والتي اشتق اسمها من الحروف الأولى من VAL sartan In Acute myocardial iNfarc Tion)، أكبر دراسة طويلة الأمد، تم فيها متابعة مرضى بقوا على قيد الحياة بعد تعرضهم لنوبة قلبية، لمدة عامين.
وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن الدواء «ديوفان» Diovan، وهو أكثر أدوية ارتفاع ضغط الدم انتشاراً في العالم، يحد أيضاً من مضاعفات النوبة القلبية بعد حدوثها، ويساعد في الحفاظ على حياة المرضى المصابين بها.
وعلق الدكتور محمد علي حباب، رئيس قسم أمراض القلب للكبار، في مركز الأمير سلطان لأمراض القلب بالرياض بقوله: «تعتبر نتائج دراسة «فاليانت» مهمة جداً، لأنه سوف يكون لها تأثير فعال على طريقة علاج المرضى المصابين بالنوبة (الجلطة) القلبية بالمملكة العربية السعودية ومع أن طرق العلاج الأساسية ستبقى وتستمر، إلا أن دواء «ديوفان» سوف يلعب دوراً هاماً في النظام العلاجي لهؤلاء المرضى، حيث سيوفر للأطباء السعوديين خياراً جديداً لعلاج الناجين من النوبات القلبية، والمعرضين لمخاطر عالية».
وتبقى النوبات القلبية من بين أكثر الحالات المؤدية للوفاة في العالم وفي الولايات المتحدة وحدها، يُعالج مليون مريض من النوبات القلبية سنوياً، يعاني 40 بالمائة منهم من قصور في عمل البطين الأيسر، وهبوط في عضلة القلب، إلا أن نصف هؤلاء فقط يتم معالجتهم بمثبطات إنزيم تحويل الانجيوتنسن (ACE Inhibitors).
وأضاف الدكتور حباب: «ومع وجود وضع مشابه لما سبق في المملكة العربية السعودية، وفي ظل نتائج دراسة «فاليانت» فإن لدينا دواء جديدا وفعالا، وبجرعات معروفة منه، يمكن استعماله كبديل في مثل هذه الحالات».
وفي حين أن تقدماً تم إحرازه في علاج النوبات القلبية في قسم الإسعاف بالمستشفيات، إلا أن الأشخاص الذين يكتب لهم البقاء على قيد الحياة، بعد التعرض لنوبة حادة، يكونون معرضين لمخاطر عالية لتكرار الإصابة بالنوبة، أو هبوط في وظيفة القلب، أو الجلطة الدماغية. وتبين الإحصائيات، أن شخصاً من بين كل ثلاثة، يتوفى خلال عام من إصابته بأول نوبة قلبية يتعرض لها، فيما يعتبر نصف النوبات القلبية المسجلة هي نوبات قلبية متكررة.
وأثبتت دراسة «فاليانت» أن «ديوفان» يقلل نسبة الوفيات، وتكرر الإصابة بالنوبات القلبية والدخول للمستشفى، بنفس فعالية مثبطات ACE المثبتة سابقاً. ومع ما للدواء «ديوفان» من فوائد أخرى مثل تخفيض ضغط الدم، ودرجة القبول العالية لدى المرضى نتيجة لانخفاض آثاره الجانبية، مما يؤدي للاستمرارية في تناوله، أصبح هذاالعلاج بديلاً جيداً، يمكن استعماله من قبل الأطباء في المملكة العربية السعودية.
وقال الدكتور سامي عزمي، المدير الطبي لشركة «نوفارتيس» الشرق الأوسط: «يعتبر تحسين فرص بقاء المرضى على قيد الحياة بعد الإصابة بنوبة قلبية من أولوياتنا في المملكة العربية السعودية، وتمثل دراسة «فاليانت» التزاماً من «نوفارتيس» بالأبحاث التي تساعد على تطوير العناية بالمرضى. وبالإشارة إلى حجم الدراسة، ومقاربتها لما هو ملاحظ في المملكة من هذه الناحية، فستكون «فاليانت» مرجعاً، لعلاج هذا النوع من المرضى في المستقبل».
وتعتبر «فاليانت» أكبر دراسة طويلة الأمد تجرى على مرضى بعد إصابتهم بنوبة قلبية. وشملت الدراسة 703 ،14 مريض يعانون من مخاطر الوفاة بعد التعرض لنوبة قلبية لفترة معدلها عامان. كما درست «فاليانت» أيضاً آثار دمج العلاج باستخدام «ديوفان» مع الأدوية المحتوية على مثبطات ACE التقليدية.
وتعتبر «فاليانت» دراسة عالمية، أجريت في 931 مركزاً في 24 بلداً. كما يعتبر «دويوفان»، وهو من الأدوية الرائدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم وعلاج قصور وظيفة القلب، من أكثر أنواع الأدوية، من الفئة ذاتها، وصفاً من قبل الأطباء.
وجعلت دراسة «فاليانت» من الدواء «ديوفان» أحد الخيارات الأولى لعلاج المرضى المعرضين لمخاطر عالية إثر الإصابة بنوبة قلبية.
وأضاف الدكتور عزمي: «نعتقد بأن «ديوفان» في طريقه لإرساء معايير جديدة في العناية الطبية للمرحلة التي تعقب الإصابة بالنوبات القلبية، ونحن ملتزمون باستمرار نجاحه».
|