Tuesday 25th november,200311380العددالثلاثاء 1 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كل عام وأنتم بخير.. اليوم أول أيام عيد الفطر المبارك كل عام وأنتم بخير.. اليوم أول أيام عيد الفطر المبارك
خادم الحرمين وولي العهد يهنئان الأمة الإسلامية ويدعوان إلى الائتلاف ونبذ الفُرقة
لا بد من تضافر الجهود وتكاتف الجميع في سبيل إصلاح الخلل ورد المنحرف إلى الصراط المستقيم

  * مكة المكرمة - واس:
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ابن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظهما الله كلمة للمواطنين في المملكة العربية السعودية ولجميع المسلمين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك لعام 1424هـ.
وفيما يلي نص الكلمة التي تشرف بإلقائها عبر الإذاعة والتلفاز معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي..
الحمد لله حمداً يليق بجلاله والشكر له على ما تفضل به وأنعم من إتمام صيام شهر رمضان وقيامه والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين 0 أيها الإخوة المواطنون..
أيها الإخوة المسلمون..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد..
فيسرنا من هذه البقعة المباركة من جوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة أن نهنىء جميع المسلمين بحلول عيد الفطر المبارك سائلين الله عز وجل أن يكون عيد أمن وسلام ورفاهية ورخاء وعزة ونماء للأمة الإسلامية جمعاء وللمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وأن يتقبل الله منا ومن الجميع صيام شهر رمضان وقيامه وأن يجعلنا ممن صام نهاره وقام ليله إيماناً واحتساباً فغفر له ما تقدم من ذنبه وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم وأن يجزينا فيه أحسن الجزاء وأكرمه.
أيها الإخوة المسلمون..
حينما تصوم الأمة شهراً واحداً في كل بقاع المعمورة وحينما يحتفي الجميع بحلول عيد الفطر في كل مكان فذلك مظهر من مظاهر التلاحم بين المسلمين وعنصر من عناصر الوحدة الربانية بين سائر الأمة الإسلامية، وحدة تجمع المسلمين مهما اختلفت أماكن وجودهم وتعددت مشاربهم وهو كذلك جانب من جوانب الإخوة في الإسلام والاجتماع عليه، فالصوم وعيد الفطر بعده كلاهما عامل ائتلاف يدعو إلى نبذ دواعي التفرق وكلاهما سبب تقارب واتحاد يزيل أسباب التباعد والشقاق وتلك حكمة ربانية بالغة في الجمع بين المسلمين تدعوهم إلى إعادة النظر في أوضاعهم المعاصرة وتخليصها من الشوائب ومراجعة واقعهم الحالي وتصحيحه ليكونوا كما قال تعالى {إنَّمّا المؤًمٌنٍونّ إخًوّةِ} [الحجرات: 10] وكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى من عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
أيها المواطنون الكرام.. أيها الإخوة المسلمون في كل مكان..
تعيش الأمة الإسلامية أوضاعاً دولية ومتغيرات عالمية تستدعي التفكير والتأمل ومراجعة الذات لتحديد الوجهة الصائبة واتخاذ الموقع المناسب فنحن جزء من هذا العالم شرفه الله برسالة إلهية. قال عز وجل {(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)} [آل عمران: 110] والمسلم الحق يتعامل مع الواقع الذي يعيشه بوحي من تعاليم دينه، فالله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم هادياً وبشيراً ونذيراً ورحمة للعالمين وكان عليه الصلاة والسلام مثال التسامح والرحمة، فالمطلوب من المسلم أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قدوته في القول والعمل ليكون عنصر بناء ومصدر خير ومنارة رشاد.
فتفاعل المسلم مع مجريات الأحداث وتعاطيه لشؤون الحياة ليس مجرد فعل ورد فعل يتغير بتغير الظروف ويتبدل بتبدل الأهواء وإنما هو موقف ثابت يقوم على معايير محددة وقواعد مستقرة وقيم راسخة وثوابت منهجية لا يحيد عنها ولا تتغير بفعل عوامل ذاتية أو مصالح آنية أو أهواء شخصية، فالمسلم بحكم إسلامه عادل في جميع الأحوال ومع سائر الناس وهو بحكم إسلامه يسعى جهده لعمارة الكون وإسعاد البشرية ويعمل ما فيه خير الناس وصالحهم ولا مجال في ذلك للأهواء والرغبات.
أيها الإخوة المسلمون..
انطلاقاً من ذلك فالمسلم الحق لا يعيث في الأرض فساداً ولا يسعى في الكون دماراً وما حدث من أعمال تخريبية هنا وهناك من فئات تدعي الانتماء إلى الإسلام والإسلام في الحقيقة منها براء وإنما هو نتاج فكر ضال وحصيلة سلوك منحرف وفهم شاذ بعيد عن جادة الصواب وينطبق على ذلك قول الله عز وجل : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ(204) )وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) (205) )وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) (206) } .
ولا بد من تضافر الجهود وتكاتف الجميع في سبيل إصلاح الخلل وتقويم المعوج وتصحيح المفاهيم الخاطئة ورد المنحرف إلى الصراط المستقيم والعمل معاً يداً واحدة للقضاء على أسباب الانحراف ودواعيه وتطبيق تعاليم الإسلام الحقة وفقاً لما جاء في القرآن الكريم وسنة سيد المرسلين.
وإذ نكرر التهنئة بهذا العيد المبارك لندعو إلى العمل إلى ما فيه استقرار البلاد الإسلامية وأمنها وأمن العالم أجمع والقضاء على جميع عوائق الاستقرار ومسببات انعدام الأمن في كل العالم 0 وفي الختام نرجو لإخواننا المسلمين عيداً سعيداً حافلا باليمن والبركات. وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكان الديوان الملكي قد ذكر في بيان له نص البيان الذي أصدره مجلس القضاء الأعلى قال فيه انه الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد..
فقد ثبت شرعاً لدى مجلس القضاء بهيئته الدائمة رؤية هلال شهر شوال عام1424هـ مساء هذا اليوم الاثنين الموافق 30.9.1424هـ حسب تقويم أم القرى وبهذا يكون يوم غد الثلاثاء 1/10/1424هـ الموافق 25/ نوفمبر عام 2003م هو يوم عيد الفطر المبارك ومجلس القضاء الأعلى بهذه المناسبة يسأل الله عز وجل ان يوفق المسلمين للعمل بما يرضيه سبحانه وان يتقبل منهم صيامهم وقيامهم وأن يجمع شملهم ويؤلف ذات بينهم وأن ينصر الإسلام والمسلمين وأن يرفع عنهم كل شر وبلاء إنه سميع مجيب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة رئيس المجلس صالح بن محمد اللحيدان
عضو ناصر بن إبراهيم الحبيب
عضو غيهب بن محمد الغيهب
عضو محمد بن الأمير
عضو محمد بن سليمان البدر

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved