كل عام وأنتم بخير.. والحمدالله الذي مكننا من إكمال صوم شهر رمضان المبارك إن شاء الله يثيبنا على تأدية هذه الفريضة السامية التي اختص بها المسلمين عن غيرهم، الذين وإن كانوا يصومون فإن صيام المسلمين يجسد الصورة الكمالية للمجتمع المسلم، فالمسلم يصوم بروحه وجوارحه ويكبح جماح شهواته ونزواته في نهار رمضان ولايباشر زوجاته، فيحرم نفسه الطعام والشراب، بخلاف الصوم في الأديان الأخرى حيث يصوم بعضهم نصف اليوم والبعض يمتنع عن تناول بعض المأكولات كاقتصار غذائهم على الخضراوات والبعد عن اللحوم بكافة أنواعها.
صوم الأقوام الأخرى وإن كان يمثل لهم نوعاً من التعبد وفق دياناتهم، إلا ان صوم المسلمين يمثل قمة العبادة لأنه يجمع بين الالتزام الديني والشعور الحسي بما يعانيه الآخرون من حرمان والذين يفتقدون القدرة على توفير مأكلهم من أنواع الطعام.. كما ان الحرص على تأدية الشعائر الدينية كالصلاة في أوقاتها والنوافل من قيام وتراويح وتهجد كل هذا يجعل الإنسان المسلم يعيش في هذا الشهر الفضيل أياماً روحانية تسمو به وتجعله أكثر اتزاناً وتوازناً وإحساساً بالآخرين وخصوصاً المحرومين.
واليوم إذ نودِّع أيام رمضان المباركة مبتهلين ان يمن علينا رب العزة والجلال بعودته وصيامه في الأعوام القادمة نستقبل أول أيام عيد الفطر المبارك فرحين مهللين مجسدين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه» أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وفرحة العيد تجميع لكل الأفراح.. والفرحة الكبرى باتمام صيام الشهر الفضيل حيث ينتظر المرء المسلم مغفرة الغفور الرحيم، فالله وعد عباده بالمكافأة المجزية إذ يقول عز من قائل في الحديث القدسي «كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».
| 
