* تبيليسي واشنطن الوكالات:
بادرت الحكومة الجديدة المؤقتة في جورجيا التي قامت على انقاض نظام ادوارد شيفاردنادزة إلى المبادرة بطلب العون من الولايات المتحدة التي أبدت في وقت سابق الاستعداد لمساعدة النظام الجديد، في وقت تضاربت فيه الانباء عن المكان الذي ذهب إليه الرئيس السابق بينما بدت العاصمة الجورجية التي نامت على أصوات الاحتفالات بذهاب النظام السابق الليلة قبل الماضية بدت صباح ونهار أمس هادئة.
فقد تضاربت الانباء حول المكان الذي يوجد فيه حالياً رئيس جورجيا السابق اداوردشيفاردنادزه الذي ادت انتفاضة شعبية الى اجباره على الاستقالة ففي حين قال الناطق باسمه ان الرئيس الجورجي المستقيل موجود في منزله في جورجيا فإن أنباء افادت بأنه انتقل الى الخارج بعد اعلان استقالته مساء الأحد.
وأوضح الناطق لوكالة فرانس برس انه موجود في منزله. سبق أن قال ذلك بنفسه.
وقال شيفاردنادزه الذي استقال مساء الاحد بعد ضغط شعبي قوي بقيادة المعارضة انه عائد الى المنزل. لكن الناطق لم يحدد في أي منزل يقيم شيفاردنادزه. ويملك الرئيس الجورجي السابق عدة منازل في جورجيا احدها في مسقط رأسه في ماماتي على بعد 300 كيلومتر غرب تبيليسي. لكن عددا من المراقبين رجحوا ان يكون موجودا لدى ابنته المقيمة على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من العاصمة الجورجية.
واستقال شيفردنادزه «75 عاماً» في وقت متأخر أمس الاحد بعد ثلاثة أسابيع من المسيرات الحاشدة احتجاجاً على سوء الادارة الاقتصادية والفساد المتفشي خلال 11عاماً من حكمه والذي بلغ الذروة بمزاعم بتزوير الانتخابات البرلمانية التي أجريت في نوفمبر تشرين الثاني.
ويبدو ان زعماء جورجيا الجدد مهتمون اكثر بشؤون البلاد اذ انهم حثوا أمس الاثنين الولايات المتحدة على تقديم مساعدات مالية عاجلة ودعوا الى احلال النظام والاستقرار بعد «الثورة المخملية» التي أطاحت بشيفاردنادزة. وقال مساعد اقتصادي بارز مقرب من نينو بورجانادزه الرئيسة المؤقتة للبلاد ان جورجيا ستطالب واشنطن التي ساندت الاطاحة غير الدموية بشيفاردنادزه بخمسة ملايين دولار لاجراء انتخابات جديدة بعد الانتخابات البرلمانية المشكوك في صحتها والتي أدت الى سقوط شيفردنادزه.
وتراقب التطورات عن كثب من جانب روسيا الجار الكبير لجورجيا والقوى الغربية التي ترغب في تحقيق الاستقرار السياسي لتجنب مشكلات في خط انابيب نفط تم تشييده عبر المنطقة لنقل نفط بحر قزوين الى البحر المتوسط.وكانت الولايات المتحدة قد عبرت عن تأييدها الليلة قبل الماضية لبورجانادزه رئيسة البرلمان السابقة والرئيسة المؤقتة لجورجيا حتى اجراء انتخابات جديدة في الجمهورية السوفيتية الفيرة السابقة. وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجيةالامريكية: ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مستعدان لتأييد الحكومة الجديدة في اجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة في المستقبل.
مضيفاً ان وزير الخارجية الامريكي كولن باول أجرى اتصالا هاتفيا ببورجانادزه ليعرب لها عن دعم واشنطن.
وبمقتضى الدستور يجب اجراء انتخابات رئاسية خلال 45 يوما في الدولة التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة ولكن وضع البرلمان الجديد محل الخلاف غامض. واحد المرشحين بقوة ليحل محل شيفاردنادزه هو ميخائيل ساكاشفيلي المحامي البالغ من العمر 35 عاما والذي تلقى تدريبه في الولايات المتحدة والذي قاد مع بورجانادزه الاحتجاجات التي أطاحت بشيفاردنادزه. من جانب آخر حثت بورجانادزه في خطاب وجهته للامة مساء الاحد الجورجيين على اعادة النظام بسرعة وقالت اعتبارا من الغد يجب اعادة النظام والاستقرار الى البلاد.. أناشد كافة هيئات تطبيق القانون بالعودة الى عملها الطبيعي. وأناشد كافة المواطنين بمساعدتهم.وقد ساد الهدوء أمس الاثنين شوارع العاصمة الجورجية تفليس بعد يوم واحد من استقالة الرئيس إدوارد شيفرنادزة في أعقاب الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها البلاد. الى ذلك حذر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف من مخاطر تفتت جورجيا وذلك خلال توقف قصير يوم الاحد في منطقة ادجاريا التي تتمتع بالحكم الذاتي بغرب جورجيا والتي اعلن رئيسها اصلان اباشيدزه حالة الطوارىء مندداً «بعدائية» السلطة الجديدة في جورجيا تجاه منطقته.
|