كل يوم تحمل حقيبتك، وترحل.! إلى أين.؟ لا أعلم.؟
انتظر أنا المصير.!؟
كل لحظة يحط فيها قلبك فوق محطات مختلفة،،،!
رغم ألمي.. تودعني بابتسامة باهتة..!
ولا أعلم إلى أين وجهتك.؟!
حتى حقيبتك الرمادية.. لا أعلم ماذا تحمل فيها.؟!
كل ما أعلمه.. أنك تحتفظ بقصاصات.. ورقية.. وربما مشاعر باردة خبأتها فيها.!
فراغ مباغت.!
لا أسمع سوى كلمات إعلان عن موعد إقلاع رحلتك المجهولة.!
في صباحات الخريف الباردة عندما يصفع الهواء نافذة حجرتي.. تسرع أنت بصفع قلبي،،، مرات ومرات،،، وتمضي.!
في ذلك اليوم من خلف التراكمات المتبقية خلف زجاج نافذتي.. وتحت أزيز الرياح المندفعة.. أوقفت عربة.. رأيتها مرة في أحلامي..!
عندها لم تتفوه بعباراتك المعهودة، ألقيت بجسدك الفارع على المقعد الخلفي..
وغبت وسط الصمت.!
كان الجو في الخارج ملبدا بالغيوم والساعات تحتضر.!
أصابعي ترتعش.. والوقت لم يمهلني كثيرا.!
وبعد مدة أشبه بأيام وربما شهور، لا أذكر حينها.!
عدت بوهم آخر.. كنت على غير العادة، فقد خبأت حقيبتك بين أشلاء متناثرة.. وألقيت بكل أحاسيسك عند آخر باب أوصدته خلفك.!
كانت لديّ القدرة على استيعاب تلك القسوة التي منحتك إياها الأيام.!
وعادت المسافات تصحبك معها..!
في يومها أخبرتني عن تشابه حقائب السفر والمطارات حتى أمطار الشتاء المنهمرة، ووجوه الناس التي كانت تأتي من خلف الضباب.. ولكن ماذا فعلت بك المسافات.؟!
كانت كلماتك ترسم لي حلماً يبدأ من أهدابك وينتهي بشاطئي!
ربما كانت رغبة قديمة مني.!
وكان المجهول يبعثرني.. ويمضي..!
وما زال عبث المسافات يقصيك عني.!
يهرول بك إلى المساحات المعتمة.!
ويؤنسني فراغ أسود لا شيء سواه.!
مازالت لدي تلك الرغبة الجامحة لتعيش قلقي. تقلب كيان صمتي.!
كل هذا بلا طائل..!
وعندما أعددت لحضورك حكايا كثيرة وزورقا بلا مرفأ.. وشمعة كفيفة.. وأرقاً دائماً.. غيَّرتك المسافات كما تغيّر الشجرة أوراقها في فصل الخريف.!
هذه مدينتي الصغيرة التي احتوتك..!
أما أنت فقد جبت العالم بحقيبتك التي تحمل فيها أماني صامتة.. ورغبات خرساء..!
حتى وإن عدت..! فلن نلتقي، فمدينتك مترامية الأطراف.. ليس لها حدود وليس لديك متسع لشيء صغير تحمله معك.!
|