* الثقافية - علي سعد القحطاني:
لم يكن بمقدور المؤلف يسري عطية سليمان أن يصل من خلال كتابه الى ما أسماه ب«النظرية الثالثة» في علم التنويم المغناطيسي إلا بعد اجراء الكثير من التجارب والتأمل وربط المقدمات بالنتائج؛ فالمنهج العلمي يقوم أساساً على دراسة الجزئيات التي تؤدي بدورها الى حقيقة كلية، و«النظرية الثالثة» من هذا المنظور اعتمدت على أسس انها ليست مادية يمكن اخضاعها وطرحها على مائدة البحث الا انها أسس تأكدنا من وجودها الفعلي واستطاع المؤلف من خلال التجارب التي قام بها بناء على ما استخلصه من نتائج تجارب السابقين أن أرسى دعائم تلك النظرية الجديدة التي تعد - على حد زعم المؤلف - رافداً قوياً وجديداً في علم التنويم المغناطيسي فالنظرية الأولى تعتمد على ان التنويم المغناطيسي يمكن ان يعالج حالات المرض النفسي الخفيف مثل الخوف والقلق والتوتر وغيرها، والنظرية الثانية تؤكد ان التنويم المغناطيسي يستطيع ان يعالج الامراض النفسية الخطيرة مثل الفصام، وكذلك بعض الامراض الجسدية الناجمة عن امراض نفسية، وايا كان تفسير هاتين النظريتين فقد انحصرتا في علاج الامراض النفسية وبعض الامراض الجسدية، اما النظرية الثالثة - وهذا ما دعا اليه المؤلف - فقد اخذت طريقا آخر ومجالا جديدا يثبت فيه التنويم جدارته، طريقاً يضيف الى عالم التنويم المغناطيسي آفاقا واسعة تمتد لتشمل التاريخ الانساني حتى يومنا هذا..
وبدأ اهتمام المؤلف بعالم التنويم المغناطيسي وعلم الآثار منذ عام 1985م كما قدم أبحاثاً علمية مهمة ومؤثرة في علم التنويم المغناطيسي وعلم النفس ونشر عنه العديد من الأبحاث في الصحف والمجلات الاجنبية وقام باكتشاف 13 مقبرة اثرية بالوادي الجديد لمومياوات بشرية لها ذيول ونشرت اكتشافاته - آنذاك - بجريدة الاهرام وجريدة أخبار الأدب وتناقلت اكتشافاته وكالات الأنباء العالمية.
|