«طريقة لنشر الخير في المدارس» كتيب أعده إبراهيم الحمد، منشورات مدار الوطن، عام 1424هـ ظننت أنه اقتراح مقدم لوزارة التربية والتعليم لدراسته لاقرار ما يتناسب من طرقه مع نظامنا التعليمي والتربوي، لكني اكتشفت أنه مكتوب بعد تطبيق ما فيه، وأن عرضه يوحي بأن مساراته وطرقه ليست بدعا بين آلاف المعلمين بل يجدون عنها تقديراً وتشجيعاً في مدارسهم ومن إدارات التربية والتعليم التابعين لها، عشرات من الكتيبات المماثلة الواجدة متبرعون يطبعونها على نفقاتهم ودور نشر توزعها مجانا، وأن طرقها حصيلة سنوات شكلتها لتصبح ممارسات تعليمية معتادة لا يتخوف أصحابها من نشرها والدعوة إلى محاكاتها والزيادة عليها.
لا يخالف الخير الوارد في هذا الكتيب لما أدعو إليه، لكني اختلف مع معده مؤيديه ومع إدارات التربية والتعليم المقرة لطرقه، فنظامنا التعليمي والتربوي بغاياته وأهدافه ومناهجه قائم على الخير، وأنه لو كان هناك مستزاد من خير لأدرج فيه ولفعلته مناهجه، فإن شكك هذا الكتيب بنظامنا واتهم القائمين عليه ليأتي بتطبيقات بموازاته وباختراقه لتطويره دون دراسة تثبت صلاحيتها قبل التطبيق، سأستعرض طرق ذلك الكتيب لكشف خلل ناتج عن ممارسات في غفلة من بعض إدارات التربية والتعليم أو بمباركتها، وذلك بالآتي:
- نادت الطرق رقم: (1) بدعوة دعاة المساجد للمدارس، (30) باقامة خيمة الشتاء ودعوة طلاب ومعلمين للقاءات مسائية في المدارس واستضافة أحد الدعاة، (38) بدعوة امام مسجد الحي، وما كل محاضرات المساجد مناسبة لطلابنا: ولا أن معد الكتيب ومؤيديه قادرون على فرزها، ولذلك تنظيم لدى وزارة التربية والتعليم ووزارات يعنيها الامر، واقتطاع زمن من اليوم الدراسي لذلك يربك النظام التعليمي، وإن دعوة تتجاهل الأنظمة وتتغافل عن الاستئذان لذلك وتدعو المدارس وترشح طلابا لخيمة الشتاء لتوحي بمسارات وبانتقائية تحركها أهداف خاصة.
- نادت الطرق: (2) باقتطاع من الحصة الاخيرة ومن الفسحة لقراءة القرآن، (3) باقتطاع من الحصة الأولى لأذكار الصباح، (9) باستغلال الفسح بأنشطة اجتهادية مستمرة: (26)، (50) بتسميع الطلاب محفوظاتهم من القرآن، ومن الحديث من غير مناهجها وفي غير حصصها، فهل معد الكتيب ومؤيدوه يرون قصور مناهج التربية الاسلامية وأنشطتها؟، إن كان ذلك فالوزارة تستقبل ملحوظاتهم ومقترحاتهم، علما ان اقتطاع أوقات من الحصص أو من الفسح أمر لا يقره النظام فلكل أهدافه وبرامجه المقرة سلفا، ثم إن مكافأة الطلاب الحافظين بكروت تسمح لهم بمشاركة طلاب فصل آخر اللعب يربك دراستهم ويوحي باهتمام بنوع المكافأة أكبر مما ينبغي.
- نادت الطرق: (5) باعداد حقائب كتيبات تعرض على طلابهم أثناء الحصص وتعار لهم، (12) بتوزيع مطويات خيرية عليهم ومناقشتها أثناء الحصص، (28) بعرض قوائم كتب عليهم وتشجيعهم على اقتنائها، ولذلك محاذير من اقتطاع أوقات من الحصص، وعرض مواد بلا إذن إدارات التربية والتعليم، ولذلك تنظيم يؤكد على فحصها قبل من قبل لجان مكلفة، ثم إن ذلك سيولد تياراً فكريا بنشر ثقافة معينة وإهمال جوانب الثقافة الأخرى.
- نادت الطرق: (6) بعرض أشرطة مسموعة ومرئية على الفصول في حصصها وبيعها ووضع مسابقات عليها، (7) بتوزيع قوائم بالاشرطة على الطلاب لتأمينها بأثمانها، (31) بتصوير الطلاب في فسحهم في أشرطة مرئية ومناقشة أخطائهم وبيعها على مدارس أخرى ووضع مسابقات عليها لاكتشاف الأخطاء، اقتطاع من الحصص وعرض مواد بلا إذن ومسابقات خارج الأنشطة المبرمجة ومخالفة لأنظمة وزارة الاعلام والثقافة ولأنظمة وزارة التربية والتعليم في التوزيع والبيع، وأموال لا تعرف وزارة التربية والتعليم حركتها في مواردها ومصارفها.
- نادت الطرق: (10)، (16) بأنشطة ومحاضرات مسائية في المدارس، (29) بدعوة الطالبات الى حفلات مسائية بعيدة عن أجواء المدارس، لذلك تنظيمات ولتجاوزها محاذير بأهدافها وممارساتها وتنحية لبرامج وزارية مدروسة، بل ويراد تعميمها على مدارس البنات إنَّ دعوات كهذه لتوحي بأهداف غير معلنة.
- نادت الطريقة (11) بتوزيع الفصول على معلمين للاهتمام بأنشطة تختلف عن ريادة الفصول المقرة وزاريا.
- نادت الطريقة (13) بحصر أخطاء الطلاب وتخصيص وقت لعلاجها، طريقة بديلة للارشاد الطلابي.
- نادت الطريقة (15) ببرامج لاستثمار حصص الفراغ تنحي برامج الوزارة، وبتخصيص وقت لصلاة الضحى.
- نادت الطريقة (19) باختصار المناهج والاسراع بتنفيذها لتوفير حصص لأنشطة غير مبرمجة وزاريا.
- نادت الطريقتان (20) برحلات وسفريات، (27) باخراج الطلاب للاستراحات ليوم دراسي، والقيام بذلك خارج التنظيم الوزاري يدعو لنظرة بأهداف دعاته والقائمين عليه.
- نادت الطريقة (22) بتجميع العمال الاجانب في المدارس بدعوات طلابية ونقلهم لمكاتب توعية الجاليات، ولذلك محاذير أمنية وخلقية وله جهات اختصاص.
- نادت الطريقة (24) ببرامج رديفة لصقل مواهب فئة من الطلاب، تخصيص طلاب بها يوحي بأهداف غير معلنة.
- نادت الطريقة (25) بصندوق لاستقبال رسائل نصح من الطلاب لمعلميهم، وفي ذلك تطاول غير مقبول تربويا.
- نادت الطريقة (31) باستغلال توصيل المعلمين لطلابهم لمنازلهم في النصح، طريقة لبث أفكار معينة.
- نادت الطريقة (36) بتشجيع حفظ القرآن بالدرجات، وهذا تنظيم للتوسع فيه محاذير لا تخفى.
- نادت الطريقة (36) بفكرة لقاء العدو، توجه لاعداد معسكرات للتدريب المعنوي على الجهاد سيتجاوزه لاحقا.
- ناديت الطريقة (37) بمسابقة أطباق المأكولات وبيعها، يحث عن تمويل النشاطات غير معروفة ومنظمة محاسبيا.
- نادت الطريقة (41) بانشاء صالة رياضية للمعلمين يكافأ بعض الطلاب بدخولها، صرف للمعلمين عن واجباتهم، وتحفيز غير تربوي للطلاب.
- نادت الطريقة (48) بتكليف الطلاب بتلخيص شريط واعفائهم من واجباتهم وباعطائهم كل درجات المشاركة.
- نادت الطريقة (49) بفكرة ببيتنا خطأ بكتابة الطالب رسالة لوالده يستنكر خطأ في بيته، وتجميع الرسائل الموقعة بأسماء كاتبيها لترسل الى البيوت بعنوان هذه رسائل أبنائكم: دخول للبيوت من غير أبوابها، وأخطاء من وجهة نظر معلم.
- وجهت الطريقة (51) نداء لاذاعة القرآن الكريم لوضع برامج مناسبة للطلاب واستماعها أثناء اليوم الدراسي.
- نادت الطريقة (53) بلقاءات لتصحيح مفاهيم كالتشدد، الوسط، والولاء والبراء، طرح لوجهات نظر خاصة يعكس عدم اقتناع بما في مناهجنا.
- طرق أهدافها غير معلنة هي أوضح من أن توضح، أطرحها للنظر فيها ولدراستها.
(*) عنيزة ص.ب. 789 - هاتف 055144285/ 3640249 |