كان سامي يعيش مع والده وأهله وأصدقائه في قريتهم الواقعة على ساحل البحر ولكن سامي لم يكن في يوم من الأيام هانئاً في عيشته حيث كان والده يقسو عليه ويحمله ما لا طاقة له به ويكثر من ضربه وإنزال العقاب به، سئم سامي من هذه العيشة فأخذ يفكر في طريقة يستطيع بواسطتها التخلص من هذه الحياة النكدة ولكن كيف يعيش وهو لا يملك ديناراً واحداً ..عرض أمره على صديق من أصدقائه والذي أشار عليه بان يذهب بعيداً عن قريته ويعمل أي عمل يمكنه من العيش وساعده ببعض المال فهرب إلى مدينة بعيدة دون علم والده وانضم إلى أحد المعاهد المهنية حيث يتلقى العلوم المهنية ويتقاضى راتباً بسيطاً يساعده على العيش، استمر في دراسته بكل جد واجتهاد وأخيراً وبعد سنتين من دخوله تخرج من هذا المعهد وكان من بين المتفوقين على زملائه وحصل على شهادة مهنية، فانضم إلى إحدى الشركات كمهندس في أحد أقسامها مقابل مرتب كبير وأخذ يعمل بجد وإخلاص حتى أصبح محبوباً لدى مدير الشركة ومقدما عنده، والذي بدوره وظفه مديراً على أحد أقسام الشركة فأخذ ينفق على نفسه بقدر كفايتها ويوفر الباقي حتى توفر لديه مبلغ كبير من المال فتذكر والده وأهله وقرّر القيام بزيارة لهم فاستأذن مدير الشركة الذي أعطاه إجازة لمدة شهر.
وكان والده قد كبر وأصبح عاجزاً عن العمل حتى أصبح من تعداد طبقة الفقراء وليس له أولاد كبار سوى سامي الذي هرب منه وكان قد يئس من قدومه، وكانت الأحزان والهموم تتصارع في فكره وذات ليلة وبعدما ذهب ربع الليل تقريباً إذ بطارق على الباب، ذهب ليفتح له وكان يظنه إنساناً يريد ان يتصدق عليه وما أشد دهشته حين فتح ووجد الطارق ابنه فرحب به وبكى وبكى الابن لحالة والده وفي الصباح استقبله أهله وإخوانه وأصدقاؤه وقدم مبلغاً كبيراً من المال لوالده وكذلك إخوانه ووالدته التي فقدت بصرها حزناً عليه واصطحبهم معه إلى المدينة وأسكنهم بيتاً كبيراً به جميع الأثاث اللازم للحياة السعيدة وبدأ يدر عليهم الأموال وتزوج فتاة صالحة وعاش بقية حياته هانئاً سعيداً بين والديه وإخوانه.
|