في مثل هذا اليوم من عام 1990م عاد كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش والسوري حافظ الأسد إلى بلاده أمس السبت بعد أن غادرا جنيف حيث التقيا هناك وبحثا بتعمق أزمة الخليج الناجمة عن الاحتلال العراقي لدولة الكويت، وقد أعلن الرئيس بوش فور وصوله إلى واشنطن اثر جولة خليجية/ شرق أوسطية دامت ثمانية أيام ختمها بلقاء مع الرئيس السوري في جنيف، قال: ان مجلس الأمن الدولي حين يبدأ هذا الأسبوع يتناول موضوع استخدام القوة ضد العراق، لن يناقش فقط ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات لضمان تنفيذ قراراته، ولكنه سيناقش - أيضاً - اطارا زمنياً لعمل عسكري محتمل في الخليج.
وقال المعلقون في واشنطن اثر هذا التصريح إن الرئيس بوش يبدو أن لديه تأكيدات بأن الولايات المتحدة لن تضطر للعمل بمفردها لاجبار العراق على الانسحاب في حالة استمرار تحديه للضغوط الدبلوماسية والاقتصادية التي تهدف إلى تحرير الكويت بدون حرب.
ووصف مستشار الأمن القومي الأمريكي برانت سكاوكروفت للصحافيين أن محادثات الرئيس بوش مع الرئيس الأسد كانت طيبة جداً وقوية للغاية، وكان بيان من البيت الأبيض الأمريكي قد أكد أن محادثات بوش والأسد تعلقت بأزمة الخليج حيث اتفق الرئيسان على أن احتلال العراق للكويت غير مقبول اطلاقاً، كما أن الحلول الجزئية غير مقبولة أيضاً.
ووصفت سوريا من جهتها المحادثات بين الرئيسين الأسد وبوش بأنها ايجابية ورحبت وسائل الإعلام السورية أمس بالاجتماع الهام بين الرئيسين، وحذرت النظام العراقي من أن عدم انسحابه من الكويت سيؤدي إلى عواقب وخيمة، وأضافت وسائل الإعلام السورية خاصة صحيفة «الثورة» أن الفرصة المتاحة الآن للعراق قد لا تتكرر وأنه يجب على بغداد أن تنتهزها وأن تتبنى قرارا صائباً بمغادرة الكويت.
هذا ومن ناحية أخرى قال الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية أمس السبت في كوالالمبور أن الكويت تدرب جنودها «ليلاً ونهاراً» لكي يكونوا مستعدين لمساندة أي وسيلة لتحرير بلدهم من العراق مهما كان الثمن.
وقال الشيخ ناصر في مؤتمر صحفي في ماليزيا التي يزورها لمدة يومين «إننا نؤيد أي وسيلة لتحرير الكويت، أي وسيلة».
وسئل الشيخ ناصر عما إذا كانت الكويت مستعدة لمواجهة عسكرية إذا نشبت حرب في الخليج ولم تحسم الموقف فقال «سنقاوم وسنقاتل حتى آخر قطرة من دمائنا لأننا نريد حريتنا».
وقال الشيخ ناصر ان أفراد الجيش الكويتي «يقومون بتدريبات عنيفة ليلاً ونهاراً» من أجل الاستعداد لتحرير وطنهم الذي غزاه العراق في الثاني من أغسطس/ آب الماضي.
|