أصبحت ظاهرة المجاملات متفشية بين أفراد المجتمعات وقد استغل أصحاب النفوس الضعيفة طيبة أبناء مجتمعهم وتمادوا في استغلالها بالإضافة إلى صور المجاملات الأخرى التي يتعامل معها بالإيجاب حتى لو كانت على حساب أمور تتعلق بمصالحه وارتباطاته العملية والعلمية وأعتقد أن التعامل مع المجاملات بهذه الطريقة لها جوانب سلبية فكل موقف يمر بالإنسان في بعض الأحيان نجد أن المجاملة سبب في عدم التفاعل معه والمشاهد على ذلك كثيرة فمثلاً مجاملة بعض الزملاء في رحلة ما وهو يعلم أن سفره سوف يترتب عليه جوانب سلبية تتعلق بالعمل وواجبات الأسرة والارتباطات الأخرى المهم إرضاء هذا الزميل، كذلك المجاملات في العمل فتجد زميلاً ما يريد قضاء إجازته ويبحث عن زميل للقيام بعمله بالإضافة إلى عمله وعادة يستجيب هذا الزميل مجاملة بالرغم أنه حمل نفسه ما لا يطيق، ومن صور المجاملة التي شدتني وآلمتني في نفس الوقت عندما كنت في زيارة أحد الأصدقاء وقد أتى إليه أحد أصدقائه وطلب منه سيارته لاستخدامها لمدة يومين فرحب به هذا الصديق وقام بإعطائها إليه علماً بأن هذه سيارته الوحيدة التي يذهب بها إلى عمله ويقضي بها حاجاته وحاجات أسرته، وصرت أحدث نفسي فقلت إلى هذا الحد نجامل وهل سلوك بعض الناس يصل إلى درجة الاستغلال واللامبالاة ولكن الذي هون علي ذلك أنني أعيش في المجتمع المسلم الذي تحفه المشاعر الوجدانية والطيبة والتراحم وأن بعض الذين يجاملون في حياتهم يعتبرون هذا واجباً مطلوباً منهم تجاه أبناء مجتمعهم وكتابتي في هذه المقالة لست من الذين ينبذونها ويهمشونها في حياتهم كلها لأنها في بعض الأحيان مطلوبة وقد تسهم في إصلاح أمة ولكن الذي أعنيه في هذه المقالة أن لا يترتب عليها أضرار وجوانب سلبية وأن تكون في حدود الاستطاعة (اتقوا الله ما استطعتم).
والله الموفق،،
|