* القاهرة - مكتب الجزيرة- طه محمد:
انتهى قطاع الآثار الإسلامية المصري من ترميم أول مسرح أثري كان يستخدم قديما في الاحتفالات الدينية والموسيقية والمعروف باسم تكية الدراويش في منطقة صلاح الدين في القاهرة التاريخية.
ويرجع تاريخ التكية الى القرن الرابع عشر وقام بتشييدها الأمير «شمس الدين سنقر السعري»نقيب المماليك السلطانية، وتسع لنحو 52 شخصا منهم الإمام والمؤذن والقارئ ومتعاطي الدعاء والذاكرون، عندما كانت تستخدم لحلقات الذكر وقراءة القرآن.
وتعد التكية أحد الآثار القليلة في العالم التي مازالت تحتفظ بطابعها كاملا وتعلوها قبة، محمولة على 12 عمودا من الخشب رمزا لأئمة الشيعة الاثني عشر ويخرج من القبة ثمانية شبابيك صغيرة وتتميز القبة بزخارفها الزاهية ونقوشها البديعة وتمزج بين تراث الشيعة والسنة في توافق روحاني بديع.
وقال الأثري عبدالله العطار مستشار وزير الثقافة المصري لشؤون الآثار انه سيتم تحويل التكية بعد افتتاحها الى مركز ثقافي للاحتفالات الدينية والموسيقية كما كان دورها في الماضي وأضاف ان ترميم التكية شمل إعدادها بالشكل الذي كانت عليه في بداية إنشائها وبالأهمية التي تتناسب وتاريخها حيث سبق أن شهدت أول مهرجان للموسيقا العربية في العام 1932 شارك فيه محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، كما اشتركت في المهرجان فرقة المولوية التركية بأزيائها ورقصاتها الشهيرة.
وتعد التكية مجمعا ثقافيا وحضاريا نادرا يمتد على مساحة اكثر من 7500 متر مربع ويضم المسجد والمدرسة وقاعات العبادة والذكر وما يميزه مسرح الدراويش أو قاعة السمع خانة التي تعد تحفة فريدة لطابعها المعماري المتميز وزخارفها الأصلية.
وقد ظلت فرقة الدراويش تقدم أعمالها منذ العصر العثماني حتى العام 1954 حيث توقفت عن أدائها بسبب ما آل إليه الموقع، وما أصابه من إهمال ومشاكل نتيجة الصرف الصحي والمياه الجوفية التي تعاني منها منطقة الموقع ولذلك تمت معالجة هذه المشكلات بتنفيذ شبكتين للصرف الصحي والكهرباء.
|