* إن وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف ربما كانت شجونها كثيرة، لكنها تظل مسؤولة عن أماناتها وما انيط بها.. واحسب أن فيها رجالاً أكفاء، يتابعون مسؤولياتهم، لاسيما ما يتعلق ببيوت الله، وما ينبغي لها من العناية والرعاية والاهتمام.!
* وخطبة الجمعة في الاسلام من الأولويات، وتتطلب أن ينهض بها أهلوها، غير أني أرى خطباء في بعض المساجد، ليسوا أهلا لما ينهضون به.. وكنت أتوقع متابعة من وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف، وأن تسائل المقصرين.! ولعليّ لا أذهب بعيداً، حين أطالب بامتحان من يختار خطيباً في بيوت الله، سواء كان المسجد خاصاً أو تابعاً للوزارة نفسها.!
* ومن المفارقات، أن أسمع ان بعض المساجد، كان وضعها أفضل، يوم كان يرعاها وينفق عليها المحسنون.. وأضرب مثلاً بمسجد في المدينة المنورة، في أرض - مغيمش -، شرق مجرى السيل، خلف - نورتام-، قال لي عديلي، إن المسجد، قبل أن ينضم الى وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف، كان أنظف، والعناية به أكثر.! ولعلي أضيف، أنه قبل أن يلحق بالوزارة، كان فيه خطباء يحسنون الأداء، ويتحدثون فيما يهم المسلمين، وليس مقلدين، ينثرون حشو كلام لا رابط بين جمله وألفاظه ومعانيه.!
* وصليت في هذا المسجد، في الأيام الأخيرة من شعبان 1424هـ، وسمعت الخطيب، فرأيت له بعض الأخطاء في اللغة العربية، وقال لي جاري: إنه أستاذ في الجامعة الاسلامية، فقلت في نفسي، لو أنه كتب ما يريد أن يقول للناس في لغة سليمة، لكان أجدى له وللمصلين، من الارتجال الذي يوقعه في الأخطاء.! ولعله لو فعل ذلك مع طلابه في الجامعة، فإنه لن يجد من يحاسبه أن ينبهه الى أخطائه اللغوية.! ويقولون إن عبدالملك بن مروان، الخليفة الأموي، قال:«شيبتني المنابر»؛ والارتجال أعجز فطاحل العرب.!
* وفي جدة، مسجد خلف بقالة «الراية» في شارع الأمير ماجد بن عبدالعزيز، حي العزيزية، خطيب الجمع، لغته رديئة، رغم أنه يتحدث من خلال ورقة مكتوبة، وهذا يعني أنه لا يحسن لغته، وإدارة الأوقاف عنه بعيدة وغائبة.!
* وفي حي العزيزية نفسه، مسجد خاص، يخطب فيه رجل جامعي، تخصصه بعيد جداً عما يقدمه من خطب الجمعة، وسمعته يوم الجمعة 20/9/1424هـ يتحدث عن غزوة بدر، التي يحفظ أحداثها الكثير من المسلمين، وليس فيما تحدث لغة جميلة ذات بيان وجمال.! سمعته يقول من ورقة مكتوبة بيده، إن أبا سفيان حين ساحل لِيَنْجُوَ من تعرض المسلمين للقافلة، أرسل الى قريش يقول لها إن الله سلم العير ولا داعي للحرب.!
* لست أدري من أين جاء خطيبنا المفوه البارع بما قال على لسان أبي سفيان، وكان يومها مشركاً، كيف يقول لقومه من قريش: إن الله سلم العير من الوقوع في قبضة المسلمين بقيادة صاحب الرسالة الخاتمة صلى الله عليه وسلم؟! ومعذرة إذا قلت إن ادارات الأوقاف غائبة وبعيدة.! وها أنا أذكّرها، لأن الذكرى تنفع المؤمنين، فعسى أن أرى نهزة تتدارك هذه الأخطاء، وتحمي المنابر من التلقائية، وكذلك تنبيه الذين يملون الناس من الإطالة في خطبة الجمعة غير ذات جدوى، لأنها تنفر الناس، وإن خير الكلام ما قل ودل.! والى الله ترجع الأمور.!
|