* الرياض - عبدالرحمن المصيبيح:
نوّه وكيل وزارة التربية والتعليم للمباني والتجهيزات المدرسية المهندس عبدالله بن حمد الفوزان بالتطور الهائل الذي تشهده المملكة في كافة المجالات وقطاع التربية والتعليم بصفة خاصة.
وقال المهندس الفوزان في لقاء خاص ل«الجزيرة» ان هذا التطور ساهم في تحقيق تلك الانجازات في مختلف المواقع وقال ان ذلك جاء بفضل من الله ثم بفضل ودعم واهتمام حكومتنا الرشيدة بتوجيه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وأشار المهندس الفوزان إلى انتهاء الوزارة من اكمال خطة طرح مشاريع مدارس البنين المعتمد لها مبلغ مليار ومائتي مليون ريال بميزانية العام المالي 1423-1424ه وعددها «479» مشروعاً.
كما تناول المهندس الفوزان خطة الوزارة في الاستغناء عن المباني المستأجرة واستبدالها بمبان حكومية توفر فيها العناصر الاساسية للعملية التربوية كما قدم الفوزان شكره لمعالي وزير التربية والتعليم الاستاذ الدكتور محمد احمد الرشيد على اهتمامه وحرصه على كل مافيه خير هذا الوطن ومواطنيه، كما تناول الفوزان خطة توفير احتياجات المدارس من المقاعد المدرسية والسبورات والاثاث المكتبي وامور اخرى جاءت في هذا اللقاء:
اكمال خطة المشاريع
** ماذا عن خطة الوزارة بشأن مشاريع المدارس؟
ان الاجهزة المختصة اكملت خطة طرح مشاريع مدارس البنين المعتمد لها مبلغ مليار ومائتي مليون ريال بميزانية العام المالي 23/1424ه وعددها «479» مشروعاً.
طرح مشاريع العام القادم
** نود تسليط الضوء على مشاريع الوزارة للعام القادم؟
فيما يخص مشاريع الوزارة للعام القادم بدأت الوزارة على الفور في اعداد مستندات طرح مشاريع العام القادم 24/1425ه وعددها «450» مشروعاً، وقد تم طرح «131» مشروعاً للتمويل من القطاع الخاص وتمت ترسية «72» مشروعاً منها قيمتها «600» مليون ريال وباق «85» مشروعاً ستتم ترسيتها قريباً بمشيئة الله.
تدخل هذه المشاريع جميعها في برنامج انشاء المدارس الحكومية الحديثة التي وضعتها الوزارة على رأس قائمة توصيات الخطة الوطنية للمباني المدرسية والتي تسعى من ورائها للاستغناء التدريجي عن المباني المدرسية المستأجرة التي تجاوز عددها «4000» مبنى.
وتزيد اجرتها السنوية عن ثلاثمائة مليون ريال وكذلك لاستيعاب الزيادة في اعداد الطلاب حيث وصل عدد الطلاب هذا العام مليوني طالب بجميع مراحل التعليم بالمملكة.
مشاريع تحت التنفيذ
** وماذا عن المشاريع التي تحت التنفيذ؟
تقوم الوزارة حالياً بتنفيذ «651» مشروعاً قيمة عقودها ملياران ومائتان وسبعون مليون ريال كما تم خلال العام الهجري 1424ه الاستلام الابتدائي لثلاث وسبعين مدرسة قيمتها «357» مليون ريال وسوف يتم بمشيئة الله استلام حوالي ثلاثين مشروعاً حتى نهاية العام وهي المشاريع التي اوشكت على الانتهاء وتقدر قيمتها بمبلغ «150» مليون ريال، بذلك تصبح انجازات الوزارة من المشاريع المدرسية منذ بداية خطط التنمية المباركة وحتى اليوم «4625» مشروعاً.
كما اوضح سعادة وكيل الوزارة للمباني والتجهيزات المدرسية ان الوزارة استكملت احتياجات المدارس للعام الدراسي الحالي من مقاعد مدرسية وسبورات واثاث مكتبي ومدرسي ومكيفات وبرادات بلغت قيمتها الاجمالية 000 ،500 ،146 ريال وتقوم الاجهزة المختصة بطرح احتياجات العام القادم 25/1426هـ من التجهيزات المدرسية.
تميز في تنفيذ المشاريع التعليمية
** ما أسلوب التميز الذي نهجته الوزارة في تنفيذ المشاريع؟
لقد حرصت الوزارة على تنفيذ مشاريع بنقلة نوعية مميزة تتواكب مع طموحات وآمال المسؤولين ولو اردنا ان نستعرض مشاريع الوزارة التي نفذتها ومازالت تنفذها لاتضح جلياً الجهد الكبير الذي بذل في هذه المشاريع وتنفيذها وتصميمها.
حيث تعتبر مباني ادارات التعليم واجهة حضارية قفزت قفزات متطورة وسريعة في التصميم وهناك عدة نماذج لادارات التعليم منها متكرر الادوار «سبعة ادوار» واخرى بدور واحد وقد ارتبطت الاهداف الوظيفية للادارة العامة بالرؤية الحضارية الجديدة ذات الابعاد النموذجية للمدينة مع اعتبار المبنى علامة مميزة بالمدينة.
اما المكتبات التي نفذتها وزارة التربية فقد اخذت نصيبا من الاهتمام لتمكن روادها من القراءة والاطلاع لتؤدي الكلمة المقروءة دوراً مهماً في حياة الانسان فالكتاب في الوقت الحاضر كما هو في الماضي يعد مصدراً اساسياً للمعلومات لتكوين فكر واع، وتركز وكالة المباني والتجهيزات المدرسية على تطوير تصاميم هذه المكتبات العامة لتواكب الاتجاه العام عالمياً ومحلياً بتطوير المكتبات التقليدية إلى مكتبات شاملة ومراكز لمصادر التعليم، واهم محتوياتها مكتبة الطفل وصالات المطالعة وصالة المحاضرات وصالة المشاهد والاستماع.
كما اولت وزارة التربية والتعليم اهتمامها البالغ لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة لان هذه الفئة غالية واهتمت وزارة التربية بطلبة التعليم الخاص وقد قامت بانشاء معاهد للتربية الفكرية لتخدم هذه الفئة الخاصة، وقد صممت هذه المباني لتخدم المعوقين حركياً أو عقلياً أو لفئات الصم والبكم والمكفوفين بهدف رعايتهم وتقديم الخدمات العملية والثقافية لهم وتأهيلهم علمياً وحرفياً للاستفادة منهم وافادتهم نفسياً ومادياً باستخدام اساليب تعليم ووسائل تدريب خاصة وان يظلوا تحت رعاية ورقابة مشرفين ملازمين لهم طوال فترة تواجدهم بالمعهد مع توفير كل وسائل الاقامة والترفيه والخدمات.
اهتمام الوزارة بالنشاطات
** كيف اهتمام الوزارة بتوفير المباني والمرافق والانشطة؟
حقيقة ان هذا الموضوع محل اهتمام الوزارة لأن النشاط الطلابي جزء هام من العملية التعليمية يقبل عليها الطلاب برغبة وتلقائية فتكسبهم خبرات ومهارات واتجاهات تخدم المنهج المدرسي واشباع الرغبات والحاجات الفردية والتزود بمهارات وخبرات علمية وعملية تسهم في تثبيت وادراك مفاهيم المنهج المدرسي ليزيد الثقة بالنفس والقدرة على تحمل المسؤولية وتشمل هذه المباني الصالات الرياضية المغلقة والمعسكرات الكشفية والمجمعات الرياضية.
كليات المعلمين
ايماناً من وزارة التربية بايجاد المباني المدرسية لكليات المعلمين فإن الوزارة حرصت على توفير المباني ونظراً لاهمية دور المعلم فقد انشئت المؤسسات التعليمية التي تتولى عملية صقل المعلم وتهيئته لهذه المهمة السامية وقد تم اعتماد التصميم على اساس الترابط بين عناصره المتعددة فهو على رغم ضخامته واتساع مساحته فإن الحركة بين عناصره تتم داخليا دون الاضطرار للخروج للفراغ المفتوح للوصول لأي عنصر فيه.
المقر الجديد للوزارة
حقيقة ان هذا المشروع يعتبر من المشاريع الكبيرة وتتلخص الفكرة التصميمية بوضع عناصر المبنى على عدة افنية داخلية وخارجية ليتم استغلال الاضاءة الطبيعية للفراغات المكتبية والتي تم ترتيبها على صفين بينهما طرقات تكون مصدراً للاضاءة الطبيعية والتهوية وسطح المبنى في اغلبه مغطى بمسطحات مزروعه لتقوم بوظيفة العزل الحراري والرطوبة الدائمة، كما تستخدم الطاقة الشمسية لتبريد الجو الداخلي عن طريق عجلة دوارة تعطي هواءً نقياً مرطباً، وكل هذه العناصر تعمل كمركز يثير الاهتمام للجميع بين جمال التصميم والوظيفة اللازمة.
وسألنا المهندس الفوزان عن بعض المشاريع المساندة فقال من ذلك مركز الملك عبدالعزيز للهوايات والنشاط الطلابي الذي يجمع بين الجمال المعماري المعاصر وجمال التراث العريق ويلبي الاحتياجات والمتطلبات ويواكب التطور الفني والتعليمي للوصول إلى التنمية وتطوير مهارات الطلبة وصقل مواهبهم لتحقيق مقومات الاصالة والتراث من جهة والفكر الحديث للعمارة المعاصرة من جهة أخرى.
ومركز التشخيص والتقويم وهو مؤسسة تربوية علاجية تهدف إلى اكتشاف وتشخيص وتقويم حالة الطفل الذي يعاني من اعاقة سواء كانت اكاديمية أو عضوية أو نفسية أو اجتماعية ليتناسب مع روح الطفل وان يكون جذابا له ليعكس التراث بصورة صحيحة لتحقيق الاحساس بالانتماء الوجداني، مع امكانية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.
وجناح وزارة المعارف بمهرجان الثقافة والتراث بالجنادرية وقد صمم ليحقق التواصل الحضاري باستمرارية التراث في الحاضر والتطلع للمستقبل واكتساب المعارف لدى الانسان بمفاهيم ابداعية نابعة من مرجعيات ثلاث هي مرجعية المهرجان بابعاده التاريخية الاحتفالية، مرجعية المعرفة المستمدة من دور الوزارة بجميع مستوياتها ومرجعية العمارة النجدية بلغتها المتميزة.
تطوير المباني المدرسية
** نود تسليط الضوء على خطة تطوير المباني المدرسية؟
- مرت المباني المدرسية بالمملكة بعدة تغييرات من حيث التصميم والتكوين، وبتتبع خطوات التغيير يلاحظ الفارق الشاسع بين المبنى المدرسي اليوم والامس، ففي بادئ الامر كان المسجد هو مركز العلم وفي ساحته واروقته كانت مجالس تعليم القرآن الكريم وعلوم الدين والشريعة واللغة العربية.
ثم على مر التاريخ ادخلت المواد العلمية إلى جانب الدين واللغة، وتمشيا مع تطوير المناهج العلمية ظهرت احتياجات جديدة لعناصر ومساحات ذات تصميم خاص مما دعا لاقامة مبان خاصة للتدريس، وبدأ مبنى المدرسة يأخذ طابعا مستقلا يجمع بين عناصر العلوم والمواد الدينية.
وخلال سنوات التنمية الاخيرة التي عاشتها المملكة، كان التطور في المبنى المدرسي بالغا ومعدله سريعا، نظرا لحداثة النهضة التعليمية التي لايتعدى عمرها سبعين عاما شهدت قفزات واسعة في السياسة التعليمية، وتطورات وتجديدات في المبنى المدرسي، ويعتبر تطوير المبنى المدرسي في حد ذاته هدفا من اهداف وكالة الوزارة للمباني والتجهيزات المدرسية وقد شمل هذا التطوير الجانب المعماري والجانب الوظيفي للمبنى ومكوناته فلم يكن التطوير عشوائيا ولكنه نتاج عدة عوامل مؤثرة نخص منها العاملين الاساسيين وهما:
1- العامل الاقليمي الجغرافي مثل: المناخ والعادات والتقاليد، والمواد المتوفرة والامكانيات المالية.
2- العامل الاكاديمي والتقني للعملية التعليمية واهدافها.
وقد اثر العامل الاقليمي الجغرافي في المباني المدرسية فاعطاها بعض المسببات والملامح التي تكاد تكون ثابتة وملازمة للمبنى رغم مراحل التغيير والتطوير التي مر بها، فلا يكاد يخلو اي نموذج معماري للمباني المدرسية من وجود الفناء الداخلي الذي تحيطه اربعة اضلاع من الاجنحة، وكذلك وجود الطرقات المفردة أو الاروقة التي تطل على الفناء الداخلي وتحيطها الغرف والفصول من جانب واحد، كذلك وجود المصلى كعنصر ثابت سواء في نفس المبنى أو في مبنى مستقل في الفناء الخارجي.
علاوة على ماتفرضه الظروف المناخية على الطابع المعماري للواجهات وكيفية معالجتها بتكوين وحدات معمارية: افقية أو رأسية، لتفادي اشعة الشمس المباشرة والحرارة الشديدة والاتربة والعواصف في المناطق الصحراوية، وكذلك ماتفرضه التقاليد الاجتماعية من تشكيل الواجهات والفتحات والاسوار لمراعاة حرمة المجتمع المحيط بالمبنى المدرسي.
اما التأثيرات التي تتعلق بعامل التقنية واهداف التعليم وهي اساسية في تطوير المباني المدرسية، فيدخل ضمن هذا العامل اعتبارات خاصة بمناهج التعليم واساليب التدريس ووسائل الايضاح والبرامج العملية والنظرية.
كما ان العامل الزمني لبرامج تحقيق خطط التنمية والسرعة في انشاء المباني بالكم الضخم المطلوب، وكذلك النمو الطلابي الملازم للكثافة السكانية، ومراحل التعليم التي يخدمها المبنى، كل هذه الاعتبارات فرضت تطويرات متعددة على المباني المدرسية القديمة والتي تدرجت من النموذج القروي القديم، والمدارس المبسطة، ثم المدارس متعددة الادوار والمدارس الجاهزة سريعة التنفيذ، إلى المدارس المسلحة المطورة والنماذج الحديثة للمدرسة العصرية.
ويقاس حجم المبنى بعدد الفصول والعناصر المكملة، حيث يتراوح عدد الفصول في النماذج القديمة مابين 6، 9، اما النماذج متعددة الادوار فيتراوح عدد فصولها من 9 إلى 30 فصلاً ثم في المجمعات التعليمية يتدرج عدد الفصول بين 35-48 وحتى 90 فصلاً.
تكوينات المبنى المدرسي
ويتكون المبنى المدرسي بصفة عامة من ثلاث وحدات أساسية:
الوحدة التعليمية «الفصول وقاعة الدراسة».
الوحدة الادارية «غرف الادارة والمشرفين التربويين والصالة متعددة الاغراض».
وحدة المعامل والمختبرات «الكيمياء والفيزياء والاحياء واللغة»
ولا يخلو المبنى المدرسي من مرافق النشاطات المختلفة «الرياضية، والاجتماعية والفنية» وتزود بعض النماذج بغرفتين كفصول اضافية يمكن استعمالهما كسكن للمدرسين وذلك في المدارس القروية، نظرا لظروف بعض المناطق النائية وندرة الحصول على مسكن يلائم المعلم المغترب.
في هذا الاطار التكويني لعناصر المبنى المدرسي كانت تدور حركة التطوير والتحديث لنماذج المباني المدرسية ولا ندعي الكمال في نشاط تطوير المباني المدرسية حيث استدعى النمو السريع لاعداد المدارس استيفاء الاحتياجات العاجلة للمدارس المطلوب افتتاحها سنويا لتحقيق خطط التنمية، وكان من المستحيل على اية خطة انشاءات ان تلاحق الكم المطلوب للمدارس الجديدة، مما حتم استئجار آلاف المباني لتغطية الكم الكبير من الاحتياجات المتزايدة، وقد فرضت هذه الاحتياجات العاجلة مبدأ السرعة في التخطيط والتصميم والتنفيذ.
وكانت النتيجة الطبيعية لذلك بعض القيود في حركة التطوير وتحديث النماذج المدرسية، حيث لم يكن من المنطقي الانطلاق في مجالات الابداع المعماري وتعدد التصميمات، وكان الحل العملي في تلك الظروف هو وجود عدد محدود من النماذج النمطية، لسرعة تنفيذ اكبر عدد ممكن من المباني في اقل وقت ممكن مع عدم المبالغة في الاستفادة من المخصصات المالية والحرص على استثمارها بالاسلوب الامثل، حيث نفذت الوزارة معظم مبانيها حتى نهاية الخطة الرابعة من ثلاثة نماذج نمطية من المباني المدرسية المسلحة هي نموذج «1» ونموذج «2» ونموذج «3» بخلاف النموذج المبسط القروي.
وفي مسار متواز مع تنفيذ المباني المسلحة للمدارس، اعطت الوزارة اهتماما خاصا لانشاء مدارس قروية مبسطة في القرى النائية والهجر نفذت منها في بداية خطط التنمية حوالي 540 مدرسة وهي مكونة من 6 فصول ودور ارضي واحد.
وكانت في البداية تنفذ من مواد بناء بسيطة مثل الطوب والحجر والاسقف الخشبية، مراعية في ذلك استخدام المواد المتوفرة في هذه المناطق النائية التي يصعب توصيل مواد البناء الحديثة اليها مثل الحديد والاسمنت، وسرعان ماتطورت ظروف هذه القرى النائية وتحسنت طرق الوصول اليها فسارعت الوزارة بتطوير المدارس المبسطة، وتم تصميم نموذج «4» من 9 فصول وهو مبنى من الخرسانة المسلحة من دور واحد، وتوالى تطوير هذا النموذج من حيث التكوين والتوزيع ومواد التشطيبات، بحيث اصبح صالحا لاستعماله كمدرسة متوسطة أو ثانوية في القرى الصغيرة.
وتوالت خطوات التطوير للمباني المدرسية وتعددت النماذج التصميمة، حيث فرضت بعض الظروف الطبيعية لخواص تربة بعض المواقع تصميم نماذج خاصة للمبنى المدرسي، حيث تم تصميم مبنى مدرسي نموذج «5» والذي يناسب تنفيذه الاراضي محدودة المساحة التي لاتسمح بالامتداد الافقي فصمم هذا النموذج متعدد الادوار، كما انه في المواقع ضعيفة التربة مثل: جازان والقنفذة وينبع وبعض مواقع جدة تم تصميم نموذج من دور واحد تعتمد فكرته على الامتداد الافقي لتخفيف الاحمال على التربة الضعيفة وهو نموذج «10».
وبعد تجاوز فترة الاحتياجات العاجلة التي نفذ فيها اكثر من ثلاثة آلاف مبنى مدرسي بدأت الوزارة في تنفيذ النماذج الحديثة المطورة والمسماة نموذج «6»، ونموذج «11» على سبيل المثال وليس الحصر.
وهي تمثل المدرسة العصرية بكامل احتياجاتها التعليمية والتربوية والنشاطات الطلابية والخدمات اللازمة لاداء العملية التربوية وفق احدث ماتوصلت اليه الاجهزة التعليمية وبحيث تجمع هذه النماذج الحديثة بين الاداء الوظيفي والابداع المعماري المتميز.
منشآت ومباني وزارة المعارف
** ماذا عن المبنى المدرسي؟
- يمثل المبنى المدرسي الاهتمام الاكبر وليس الاوحد في منشآت وزارة المعارف، حيث لم تتوقف المشروعات التعليمية والتربوية والادارية ومشروعات الخدمات، ووضعت الوكالة نماذج متعددة ومن بين هذه المشاريع المباني الخاصة بكليات المعلمين حيث وضعت عدة تصميمات لهذا المشروع وقد بدأت الوزارة بتنفيذ 4 كليات من النماذج الكبيرة في حائل وابها والرس وجازان، وقد تم برمجة انشاء اثنتي عشرة كلية في مناطق متعددة حيث يتميز مشروع كلية المعلمين في تصميمه بالترابط والتراص بين عناصره المتعددة، حيث تبلغ المساحة الشاملة للكلية 24673 مترا مربعا، والمساحة الصافية للمباني 13576 مترا مربعا.
ويتكون المبنى من ثلاثة طوابق، ويتوسط المبنى الرئيسي العناصر الخاصة بالخدمات التعليمية وهي المتحف والمعرض والمكتبة ومكاتب الاقسام العملية ومكاتب اعضاء هيئة التدريس ورؤساء الاقسام والمسرح والادارة ويتفرع من هذا المركز الاوسط مجموعة ممرات تؤدي للفصول الدراسية والافنية والتي تنتهي بالمعامل والمختبرات وقاعات المحاضرات.
كما يضم المشروع مطعما يتسع لخمسمائة مقعد، وصالات للنشاط الرياضي، ومساكن للطلبة واعضاء هيئة التدريس، ومسجدا بالاضافة إلى ملاعب مكشوفة والمسبح ومواقف السيارات، ومسرحا تبلغ مساحته 660 متر مربع ويتسع لعدد 438 مقعدا بالاضافة للخدمات الاخرى مثل المطبخ وغرف المحولات والطاقة.
كما اعطت الوزارة اهتماما كبيرا لمشاريع التعليم الخاص بإنشاء معاهد التربية الفكرية لذوي الاحتياجات الخاصة من البنين والبنات ومعاهد الصم والبكم للبنين والبنات وتعتبر من المشاريع العملاقة والمعالم الحضارية في مجالات التعليم.
كما انها بحداثة تصميمها وتكنولوجية تشغيلها تعد مقياسا وشاهدا حقيقيا للتطور التعليمي والثقافي والاجتماعي الذي تشهده المملكة.
وهناك فارق شاسع بين تصميم مباني التعليم الخاص وتصميم المباني المدرسية المعتادة لأن مباني ومشاريع التعليم الخاص صممت لتخدم فئة معينة من الطلاب هم المعوقون حركيا أو عقليا أو لفئات الصم والبكم والمكفوفين، بهدف رعايتهم وتقديم الخدمات العلمية والثقافية لهم وتأهيلهم علميا وحرفيا للاستفادة منهم، وافادتهم نفسيا وماديا وقد روعي في هذه التصميمات ان تحقق الغرض الوظيفي باستخدام اساليب تعليم ووسائل تدريب خاصة تتناسب مع طبيعتهم السيكولوجية والعضوية وان يظلوا تحت رعاية ورقابة مشرفين متخصصين ملازمين لهم طول فترة تواجدهم بالمعهد، علاوة على توفير كل وسائل الاقامة الكاملة لهم وسبل الترفيه والخدمات الكاملة.
ومن هذا المنطلق كانت الفكرة التصميمية لمعاهد التعليم الخاص ان يتوفر بالمشروع كافة المتطلبات والاحتياجات التي تخدم الغرض في اطار معماري يحقق الجمال والتناسق والاداء الوظيفي.
ولهذا انشأت الوزارة معاهد التربية الفكرية لخدمة المعوقين والمعوقات حركيا أو عقليا، فقد تم تنفيذ خمسة مشاريع حديثة لهذا الغرض موزعة في جدة والرياض وابها بلغت تكلفتها الاجمالية 478 ،581 ،663 ريالا ومن اجل خدمة المعوقين سمعيا انشئت معاهد الصم والبكم حيث تم تنفيذ ستة معاهد ثلاثة للبنين وثلاثة للبنات نفذت في جدة والرياض والاحساء وبلغت تكلفتها 241 ،909 ،051 ريالا.
وللمكفوفين والكفيفات انشئت بعض المشاريع منها مشاريع معاهد النور حيث نفذ معهد في بريدة بتكلفة قدرها 25 ،171 ،408 ريالا وايضا انشئت المكتبة الناطقة بالرياض، وهي من المشاريع النموذجية الحديثة التقنية وتكلفت 27 مليون ريال، وتعتمد فكرتها التصميمية على الاستماع للتسجيلات الصوتية للمواد المختلفة ليستفيد منها المكفوفون والمبصرون وتمتد خدماتها داخل وخارج المملكة بتزويد الجهات المختلفة بالتسجيلات التي لديها عن طريق الاستعارة أو الاهداء، علاوة على الاطلاع الداخلي بصالات الاستماع المجهزة باحدث وسائل الاذاعة والاجهزة السمعية الحديثة.
كما قامت الوزارة بتنفيذ مشروع مطابع التعليم الخاص لاعداد المطبوعات الخاصة بالمكفوفين والمعوقين، وهي مجهزة تجهيزا حديثا للاستفادة منها في تغطية الاحتياجات اللازمة في هذا المجال على مستوى المملكة.
وبجانب كل هذه المشاريع العملاقة قامت وكالة الوزارة للمباني والتجهيزات المدرسية بتصميم وتنفيذ العديد من المباني الادارية فهناك اكثر من نموذج لمباني ادارات التعليم، منها نموذج متعدد الادوار، ومنها نموذج من دور ارضي واحد مصمم خصيصا للمناطق ذات التربة الضعيفة مثل جازان والقنفذة وينبع، ونموذج ادارة تعليم اخر جديد نفذ في ابها وله طابع تصميم متميز يحقق الانسجام المعماري مع البيئة وروعي في تصميم هذه المباني الادارية توفير كافة المتطلبات وفق حجم الادارة التعليمية في المنطقة التي ينفذ بها المشروع واعطاؤها طابعا معماريا متميزا، وخلال سنوات خطط التنمية السابقة تم تنفيذ 30 مشروعا اداريا، بلغت تكلفتها الاجمالية حوالي 464 مليون ريال.وكذلك نفذت الوزارة العديد من المكتبات العامة المصممة نماذجها بادارة الدراسات والتصميم بوكالة المباني والتجهيزات المدرسية وقد اخذ تنفيذ هذه المشاريع اهتماما خاصا نظرا للنشاط الكبير للوزارة في انشاء مكتبات في جميع انحاء المملكة، وتهدف وكالة المباني والتجهيزات المدرسية من ذلك الاهتمام إلى توفير مبان نموذجية دائمة للمكتبات العامة تحقق الخدمة المطلوبة بالشكل اللائق وان يحقق تصميمها المعماري الراحة والانسيابية في الحركة والاداء، وتوفير الانظمة الخاصة بالسجلات والبطاقات والامن والمراقبة الآلية، وتزويدها باجنحة أو عناصر خاصة بالاطفال لتزويدهم بكل ما ينمي ثقافتهم من كتب ووسائل سمعية ومرئية.وتسعى الوكالة لاستبدال المباني المستأجرة للمكتبات بمبان حكومية حديثة أو بما سيتم استحداثها وفق سنوات الخطة، وقد نفذت الوزارة في سنوات خطط التنمية السابقة 35 مكتبة عامة بلغت تكلفتها حوالي 330 مليون ريال وهناك 19 مكتبة تمت برمجتها ويجري فحص تربة مواقعها تمهيدا لتنفيذها على مراحل.
** هل لك أن تحدثنا عن الخدمات الصحية؟
- في مجال الخدمات الصحية قامت الوزارة بتنفيذ وحدات صحية في المناطق التعليمية، وقد وضعت الوكالة نموذجين، احدهما ينفذ بالمدن الكبيرة وهو نموذج الوحدة الصحية الرئيسية، وهو مكون من دورين وتبلغ المساحة الاجمالية له 1500م2، ويشتمل على العيادات الاساسية ومختبر للتحليل ومركز للعلاج الطبيعي ومركز للاشعة والنموذج الثاني هو الوحدة الصحية الفرعية وينفذ في المدن الصغيرة بالمناطق التعليمية وهو مكون من دور واحد تبلغ مساحته 800م2 ويحتوي على بعض العيادات الاساسية لتقديم الرعاية الطبية الاولية.
يبلغ عدد الوحدات الصحية التي نفذت خلال سنوات خطط التنمية الوطنية 50 وحدة صحية تبلغ قيمتها الاجمالية حوالي 380 مليون ريال، وهناك سبع وحدات صحية تمت برمجتها للعام القادم.
وفي مسار الاهتمام البالغ بالعملية التعليمية، وما توليه الدولة من اهتمام بالمباني المدرسية فقد بدا واضحا مدى الاهتمام بتنمية القدرات البدنية والفنية بجانب القدرات الذهنية والثقافية للطلاب.
والاهتمام بتنمية تلك القدرات انما يعكس في حقيقة الامر اهتمام الدولة وحرصها على ان تنمو هذه الاجيال نموا سليما وصحيحا يخدم الصالح العام للدولة في كافة المجالات ومما يزيد أيضاً من المعدلات التنموية بشكل غير مباشر ومن هذا المنطلق تعددت وتنوعت مشاريع الدولة التي تهتم بتهيئة وتنمية قدرات اولادنا وفلذات اكبادنا، تحقيقا لمبدأ «العقل السليم في الجسم السليم».
ففي مجال مشاريع النشاط الطلابي انشأت الوزارة احد عشر مجمعا رياضيا بتكلفة 245 مليون ريال في مناطق المملكة المختلفة، وهذا المشروع يعتبر متكاملا من الملاعب والخدمات ويشتمل على ملاعب بمقاييس اوليمبية للالعاب التالية «كرة القدم، السلة، الطائرة وكرة اليد» بالاضافة إلى المدرجات والمنصة الرئيسية والخدمات المساندة.
كما انشأت الوزارة اربعة عشر بيتاً من بيوت الطلبة بتكلفة 113 مليون ريال ويعتبر هذا المشروع مكتمل العناصر لاقامة واعاشة 200 شخص بالاضافة إلى الجانب الترفيهي واماكن ممارسة الهوايات.
كما انشأت أيضاً ستة عشر معسكرا كشفيا بتكلفة تزيد عن 112 مليون ريال وصمم هذا المشروع ليشمل الجانب الترفيهي والجانب التدريبي، ويشتمل على مبنى للقيادة والاجتماعات وغرف المبيت، وحلقة للسمر، ومدرجات، ومبنى للانشطة والهوايات، بالاضافة إلى ميدان التدريب، ومنطقة خيام، وبذلك تصل التكلفة الاجمالية لمشاريع النشاط الطلابي والكشفي 471 مليون ريال.
ومن منطلق الحرص على تطوير وتحديث المشاريع التي تم تنفيذها تم تصميم مشروع مجمع النشاط الطلابي وهذا المشروع يعتبر نموذجا فريدا من المشاريع التي تضمنت فكرا جديدا في مزج العناصر الاساسية لمختلف الانشطة مزجا علميا مدروسا دراسة عميقة، والمشروع بعناصره الشاملة يتطلب موقعا مساحته حوالي مائة الف متر مربع تقريبا، ويشتمل على المبنى الرئيسي لمجمع النشاط، وملعب رئيس لكرة القدم، وملاعب كرة السلة والطائرة والتنس الارضي وكرة اليد هذا ويشتمل أيضاً على: مخيمات النشاط الكشفي، ومسبح، ومسجد بالاضافة إلى المسطحات الخضراء ومواقف السيارات.
وبصفة عامة فإن المبنى الرئيسي لمجمع النشاط عبارة عن دورين «أرضي + أول»: الدور الارضي مصمم ليكون مركزا للانشطة الثقافية والفكرية والفنية والكشفية والدور الاول عبارة عن قاعات وعنابر لنوم 250 طالبا، بالاضافة إلى ان المبنى يشتمل في جزء منه على مدرجات تتسع لعدد 450 شخصا للملعب الرئيسي لكرة القدم.
أما في مجال الصيانة والترميم قامت ادارات التعليم بالمناطق المختصة بانفاذ مراحل خطة ترميم وصيانة المباني التي وضعتها الادارة العامة للتشغيل والصيانة وفقا للاحتياجات الفعلية والاولويات المبنية على المعلومات الاحصائية عن المباني المقامة، وتاريخ انشائها، وحالاتها الانشائية، وعناصرها المعمارية، وكفاءتها في الاداء بعد فترات التشغيل التي تعرضت لها هذه المباني، ومحتوياتها، وبناء على التقارير الفنية الدورية التي ترفعها ادارات التعليم لوكالة الوزارة للمباني والتجهيزات المدرسية والمتابعة المستمرة من الاجهزة المختصة بالوزارة.
التجهيزات المدرسية
منذ انضمت تلك الادارة لوكالة الوزارة للمباني والتجهيزات المدرسية قامت فورا بخطوات فعالة تمثلت في الآتي:
1- تطوير مواصفات الاثاث المدرسي والمكتبي واعداد مقايسات ورسومات قياسية وفقا لمستجدات المواد والمنتجات بالاسواق المحلية والعالمية.
2- الحرص والاهتمام بتطبيق الجودة النوعية ومتابعة خطوط الانتاج بالمصانع المتخصصة وفحص العينات بمعرفة جهات متخصصة بوسائل تقنية حديثة.
3- رفع كفاءة اجهزة التكييف والتبريد وتطويرها من حيث «الكفاءة التبريدية وتوفير الطاقة الكهربائية ومستوى الصوت» بحيث يتناسب مع متطلبات الفصول الدراسية.
4- اعداد برنامج حصر الاثاث بالحاسب الآلي والذي يوضح المتوفر من محتويات المباني المدرسية من المقاعد والاثاث المدرسي واجهزة التكييف والتبريد كما يوضح الاحتياج السنوي لكل ادارة تعليمية.
|