هذه رسالة مفتوحة صاغها اليتمُ والوجدانُ والخيالُ تخاطب فيها طفلةُ عربية عيدَ الفطر المبارك بعد أن يتّمها الإرهابُ، وأخرسَها الظلم، وعطَّلتْ حواسَّها مشاهدُ الدم والدمار غَداة التفجير الإرهابي الفاجر لمجمّع المحيا بالرياض!
***
تقول الرسالة:
* أهلاً بك يا عيدُ..
* ر غم كلِّ المحن التي حاقت بأهلي..
* ورغم صَواعق الحزن التي مزّقتْ فرَحي
* واغْتالتْ جدائلَ الفَرح في خاطري!
***
* ألتمسُ منك العذرَ يا عيدُ..
* لأنّني سأخفقُ هذا العام في استقبالك، كمَا لم أفْعلْ من قبل،
* فأنا أخاطُبكَ من بين أنقاضٍ.. كانت قبل أيام منزلاً!
* حوّل الإرهابُ حُجراتهِ إلى «أجداث» تروي هَوْل المصير!
* لم يبقَ لي يا عيدُ من شَواهدَ الدنيا
سوى أختٍ.. أخْرستْها قذائفُ القهرْ الجاهلي،
وشقيق هجره ربيعُ العمر فشاب كمدا وكدراً!
أما أبويَّ يرحمهما الله فقد حَصَدهما العدوانُ الآثم، ثم لحقهما أخي الأكبر.. بعد حين متأثراً بجراحه!
***
* أوّاهُ يا عيدُ..
* ماذا أُبدي لك.. وماذا أعيدُ؟!
* كنتُ أتمنَّى أن أسْتقبلَكَ بابتسامة فرحٍ يتنفّس حباً وأملاً وربيعاً!
* كنتُ أتمنّى أن أحييكَ باللباس والحلوى كشأن كلِّ الأطفال.. كلَّ عيد!
***
* تُرى يا عيدُ إلامَ سيؤولُ حالي.. حين تعودُ أنتَ إلينا العام القادم أو نعودُ إليك بإذن الله؟! هل سأعيشُ لأترنّمَ بأغنية فرح جديد؟
* أمْ سأُنشِدُك بيتَ المتنبي الخالد؟
* أمْ سألحق بأبويّ.. وأخي؟!
وأدَعُ شقيقي وأختي في «ضيافة» الغد المجهول؟!
لستُ أدري يا عيدُ لستُ أدري!
***
* دعاء:
اللهم، ياربّ العرش العظيم، من أراد بلادنا بسوء، فأشغله اللهم بنفسه، وردّ كيده إلى نحره، واجعل تدبيره تدميراً له، يا رب العالمين!
***
شمعة فرح
* ما أشْبهَ «سيناريو» العمر بدورة الشمس،
* ضعفٌ.. فإشراقٌ.. فوهجٌ..
فأفُولٌ.. ثم غروبٌ.. فنهاية!
***
* وخلال هذه المراحل من العمر،
* يولد المرءُ منا.. ويموتُ ألفَ ألفَ مرةٍ، تبعاً ل«هُوية» الإنسان في أعماقه!
***
* المرءُ منا يعيشُ لحظةً ميلادٍ جديدٍ كلَّ مرة يغرسُ فيها زهرةَ الياسمين علي شفة يائس.. أو يجففُ دمعةً في مقلةِ بائسٍ،
أو حين تقْرعُ في وجدانه أجراسُ الحنَان.. فتَتبدّدَ بغنائها وحْشَةُ القُنوط!
***
** إنّ متعةَ العُمر الحقيقي هي:
* أن تحبَّ ولا تكره،
* أن تهَبَ ولا تنهب،
* أن تجودَ ولا تشح،
* وأن تتآخَى مع نفسك ظهيراً للخير ونصيراً:
ظناً وقولاً وعملاًَ!
|