نَحِنُّ دائماً إلى ذلك الماضي الذي يذكّرنا بعفوية البدايات وببساطة المنطلق للإنسان؛ ونُفْتَتَنُ كثيراً بتفتيش جيوب التاريخ عن «كان» المميزة دائماً عن أخواتها.. تلك التي تشعرنا وعلى نحو عاطفي بأننا مأسورين إلى ذلك «العابر»؛ وحبل سرته بيننا هي «كان» التي تعيدنا إلى الأشياء القديمة؛ لننصتَ إلى ذلك الوجيب الخافت لما عَبَر نحو ذاكرة التاريخ.
تأسرنا الأشياء القديمة؛ ولا نقوى تماماً على فك هذه المعالقةِ بيننا وبين ماضينا.. بل إننا وبهذه الحميمية «الجَزِلَة» نُعيد في كل ما مضى وهج الحياة حتى إنها لتخيفنا حينما نلوذ في تلك الأمكنة من بناء وكهوف ومَغَاور لتتداخل في هذا السياق صور عديدة أبرزها تجاذب صورتين لواقعنا هما الخوف من الماضي والحنين إليه والرابط بين هذا وذاك «كان»؛ فهي المفتاح لأي قصة أو حكاية أو أثر؛ وهي الحالة التي تقوى على طرح السؤال والإجابة في آن واحد.
|