معروف أن دار النشر الفرنسية الشهيرة أي «لاروس» قد تفرع نشاطها وتنوع وأصبح يتناول الفنون كالرسم والهندسة والموسيقى الخ.
ولكنه كان ينقص مجموعات لاروس المصورة كتاب خاص بالفن الإسلامي لكي تطلع عامة الشعب الفرنسي على هذا الوجه من وجوه الحضارة الإسلامية.
وقد انسدت هذه «الثلمة» كما يقال في لغة الناشرين، إذ كلفت الاختصاصي دافيد تالبوت ريس بإخراج كتاب لهذا الموضوع وظهر الكتاب مؤخرا في المكتبات الفرنسية ولاسيما المكتبات الباريسية.
يتبين لمطالع هذا الكتاب كلما قلب صورة تلو الأخرى، انه يتناول الفن الإسلامي منذ السنة الهجرية الأولى إلى القرن السابع فيرى من خلال الصور الملونة قصور خلفاء بني أمية ثم المعالم الهندسية الرائعة التي خلفوها في الأندلس ولاسيما جامع قرطبة، ثم المعالم العربية الإسلامية في أفريقيا الشمالية ومصر.
قال صاحب الكتاب إن فجر الإسلام كان بداية عهد جديد ينبغي أن يعتبر من الوجه الفني مرحلة جليلة الشأن من مراحل تاريخ الحضارة البشرية، فإن الفن الإسلامي فن «نوعي» انفرد بخصائص تمييزية.
ومن أدهش ما يلاحظ، كما كتب المؤلف، أن الميزة الفريدة في هذا الفن المتناسق الوجوه هي أنه قد «انصهر منذ البدء في مثال أعلى مستمد من الدعوة الإسلامية».
وعلى هذا يختلف عن الفن المسيحي من حيث الثبات والدوام رغم تباعد المسافات وتقلبات الزمان وتفسير المؤلف لهذه الميزة الفريدة ان الفنانين المسلمين سواء في إسبانيا أو في فارس الخ قد ظلوا مرتبطين بالنماذج التي تناقلتها التقاليد الإسلامية من فوق المكان والزمان.
وهذا مما قد يفسر التكرار في الفن الإسلامي لأول وهلة أو بالأحرى لأول نظرة، ولكن المؤلف يحاول أن «يمحو هذا الانطباع» كما كتب ويعتقد أن هذا التشابه والتكرار مجرد انطباع ويبين بالمقارنات كيف تطور الفن الإسلامي وتلاحقت وجوهه مع تتابع الأجيال واتساع الدعوة الإسلامية إلى الآفاق البعيدة.
| 
