* الارطاوية: مناور الجهني:
حديثنا في هذا التحقيق عن أحد روافد المياه وأحد مصادرها المنتظرة في الارطاوية انه حول ايجاد «سد» للارطاوية يحفظ المياه ويمنع تسربها إلى مواقع لا يستفاد منها، نعم انه السد الذي مازال حديث سكان المدينة واملهم ويتطلعون إلى اليوم الذي يتحقق فيه انشاء هذا السد فماذا قالوا عن هذا المطلب؟:
في البداية تحدث سعود نهار البداح- احد مسنوبي المجمع القروي بالارطاوية والذي قال لاشك ان وجود سد للارطاوية هو مطلب الاهالي من سنوات مضت حيث استمرت مطالبهم حول هذا السد لأنهم يعلمون ان وجوده سوف يساهم بحفظ المياه ويزيد مخزون المياه الجوفية وبالتالي تستقر المياه بالارطاوية وتصبح متوفرة لدى أي صاحب بئر فلذلك كما قلت كان المواطنون مستمرين بهذا الطلب من اعوام مضت ولكن للاسف مازال هذا المطلب غائبا حتى وقتنا الحاضر ولقد لمسنا سلبيات ذلك حيث ان المياه بالسنوات الاخيرة اصبح مستواها الجوفي ينخفض عن السنين السابقة وذلك لانقطاع مياه الامطار وتأخر هطولها فكما قلت تاثرت الآبار وتأثرت المزارع والنخيل واول من تأثر الانسان بهذا البلد ليس الشجر فقط وخاصة ان المنطقة منطقة رعوية تشهد وجود اعداد كبيرة من البادية واهالي الابل الذين يستهلكون مياهاً كثيرة ففي هذا الصيف نزل منسوب المياه كثيرا وبعض الابار جفت من المياه وارتفعت اسعارها لقلة المياه ولكثرة المستهلكين من اصحاب صهاريج المياه التي اصبحنا نشتري الرد الواحد منها بما يقارب ثلاثين ريالا للمنزل الواحد منها ولا يكفي لاكثر من اسبوع.علماً بأن الارطاوية منطقة تمتاز بوجود اودية كبيرة جدا واثناء هطول الامطار تشهد هذه الاودية جريانا شديدا قد يستمر احيانا إلى ثلاثة ايام او يزيد ولكن للاسف جميع هذه الاودية لا يستفاد من مياهها اطلاقا حيث تجري من وسط البلد وتتجمع في موقع بعيد لا يستفاد منها.
وادي الارطاوية
كما تحدث/ عبدالله مسلط العنزي معلم بمدرسة عمر بن الخطاب وقال لاشك أن وجود سد بالارطاوية لابد منه وخاصة خلال السنوات الاخيرة فلذلك دائما نتطلع إلى اليوم الذي تزف لنا البشرى من قبل وزارة المياه والكهرباء بانشائه وخاصة انه يوجد وادي الارطاوي الكبير الذي يتخلل البلد ويأتي من الغرب مارا بوسط الفلح فهذا الوادي يأتي من مسافة بعيدة وايضا يمتاز بعرضه وقوة جريانة اثناء الامطار لوجود اودية اخرى تصب فيه وتزيد مياهه فعند وضع سد في وسطه سوف يقوم بحفظ المياه لفترة طويلة وسوف تكون مياهه كثيرة بمشيئة الله ولا ننسى ان الارطاوية يوجد فيها مزارع كثيرة وخاصة بحي الفلح الذي يمر من وسط الوادي فلذلك سوف يكون لوجود هذا السد فائدة كبيرة اولا على الاهالي وكثرة المياه وايضا على المزارع، فكل املنا بالله ثم في وزارة المياه والكهرباء ان تتدخل في انقاذ مزارعنا من العطش حيث ان اغلبية المزارع ماتت اشجارها ولا نعلم ما هي الاسباب التي اخرت انشاء هذا السد بالارطاوية من سنين مضت رغم المطالبات العدية المتكررة والمتتالية فهل هي تكاليف مرتفعة أم عدم قناعة بهذا السد؟ فكيف تذهب مياه الامطار لا يستفاد منها اطلاقا وكيف تموت الاشجار والمياه تمر من وسطها كل ذلك بسبب تأخير انشاء هذا السد.
حرمنا المياه
ايضا تحدث/ ثامر سعد العذبي احد منسوبي مستشفى الارطاوية قائلاً الحقيقة انه عند هطول الامطار في فصل الشتاء ونحن نقف بجانب وادي الارطاوية الذي يمر من وسط الفلح ويتجه إلى الشرق نرى قوة جريان الوادي وشدة الامطار التي هطلت على المنطقة فالحقيقة ان ذلك يحزن كل من يشاهد فهذه المياه تمر دون توقف وكلها تصب إلى شرق البلد في موقع يسمى المجمع، فلاشك انه لا يستفاد منها لأنها تركد لمدة يومين ومن ثم تنشف ولكن لو كان هناك سد لحفظها واستفاد منها اهالي الارطاوية بشكل مباشر، لاشك ان ذلك سبّب للارطاوية قلة في المياه الجوفية وخاصة انه لاتوجد بئر مياه حلوة أو تحلية فاغلبية الاهالي يعتمدون على مياه الابار الجوفية بمزارعهم ولكنها اصبحت الآن على وشك الجفاف والبعض منها جف من المياه، فالسد امر لم يغفله الاهالي من سنين سابقة ولكن كل مطالبهم تقابل بالامل ولكنه امل مفقود، فهذه همسة إلى وزارة المياه والكهرباء واذا استمر هذا الوضع سوف تكون مدينة الارطاوية بعد سنين منطقة جافة من المياه ومتصحرة لأن الابار الجوفية لا يوجد لها أي رافد يزيد منسوب المياه فيها، فلذلك لابد من التدخل السريع لوزارة المياه وانقاذ هذه المدينة التي كانت بالسابق يعتمد على مياهها الالاف من السكان والآن للأسف الشديد اصبح اهلها يطلبون المياه من القرى المجاورة.
منسوب المياه الجوفية
المواطن فهد مزيد الازمع احد منسوبي المجمع القروي بالارطاوية تحدث قائلاً ايجاد السدود لم يأت من فراغ بل انه اتى من قناعة تامة بدورها الكبير في حفظ المياه وايجاد مصادر مياه جوفية والاستفادة من هذه النعمة الكبيرة التي انعم الله بها علينا، ولذلك اولت دولتنا الرشيدة هذا الجانب اهتماما كبيرا واهالي الاطاروية مطالبهم لانشاء سد وايضا كل ما يمر موسم هطول الامطار فحلمهم يتضاعف فياليت وزارة المياه والكهرباء تسعى جاهدة لإنشاء سد يخدم اهالي الارطاوية ويجنبهم العطش.
جفت مياهه
أما محمد نهار المورقي- احد اهالي الفلح قال للاسف الشديد هذا الحي الذي يعتبر اغنى احياء الارطاوية بالمياه واكثرها مزارع حيث ان اسمه نسبة إلى كثرة الفلاحة فيه، اما الآن اصبح هذا الحي يفتقد المياه ومزارعه اصبحت تقل عن السابق ولاشك ان السبب الاول بذلك هو قلة المياه، رغم كثرة الابار وعذوبة مياهها فهذا الحي يمر الوادي من وسطه ويجتاح المزارع ولكن المياه لايستفاد منها فلا يبقى لنا من السيل سوى الغثاء وهو واد كبير حيث انه احيانا اذا استمر جريانه عزل حي الفلح عن البلد لقوته، فإنشاء السد لا يحتاج إلى تكاليف اكثر من السدود الاخرى بل قد ينقص عن المناطق الاخرى لأن وضع الوادي يساعد كثيرا على ذلك.
بقيت المياه
عبدالله زيد الذياب- مدير متوسطة وثانوية الارطاوية- قال الحقيقة ان كل الجهات المختصة نفذت ما يخصها فوزارة المواصلات بالسابق وايمانا منها بأن وادي الارطاوي كبير ويحتاج إلى كوبري قامت بعمل ذلك قبل وصول الارطاوية بخمسة كيلو مترات على طريق الزلفي وايضا المجمع القروي بالارطاوية قام بتنفيذ جسر بين حي الفلح والبلد ولاشك ان ذلك ايمانا تاما من هذه الجهات الحكومية بأن هذا الوادي كبير ويحتاج إلى ذلك، ولكن وزارة الزراعة والمياه بالسابق تركت المياه تأتي من وسط هذا الوادي وتسير بطريقها لايحبسها أي شيء فهذا الوادي شهد خلال الاعوام الماضية جريانا شديدا جدا آخره عام 1421هـ ولكن جميع مياهه لم تتوقف بل تذهب ولايستفاد منها فهذا الوادي الكبير الذي يأتي من جهة الغرب حيث يبدأ من بين جبال مجزل متجها بانحدار شديد إلى جهة الشرق ويلتقي فيه وادي ابو فقارة وبعض الاودية الصغيرة التي تزيد المياه فيه مما جعل مياهه تخرج عن مجاريه المعتادة، فكما ذكرنا طيلة هذه الاعوام لم تفكر وزارة الزراعة بإنشاء ذلك السد، فلماذا هذا التجاهل.
الآن جفت
أما سعود عبدالكريم السعيد- فقال بالسابق كانت الارطاوية تعيش فترة تشهد فيها توفر المياه بكثرة في أي موقع كان واينما تسير تشاهد المزارع الصغيرة واللون الاخضر الذي يسر من شاهده على ضفاف وادي الارطاوي الذي يتخلل البلد وذلك بسبب توفر المياه في الابار وزيادتها عن حاجة الاهالي والمزارع فلذلك أنشأ اكثر الاهالي مزارع لهم بجوار منازلهم وخاصة النخيل وكما قلنا كانت المياه متوفرة رغم عدم وجود سد لكثرة الامطار التي تشهدها البلد بكل فصل شتاء ولم يخطر على بال أي مواطن ان الارطاوية سوف تجف آبارها في أي يوم، بل يتوقعون انها سوف تزيد لما يرونه من توفر المياه الكثيرة، ولكن مع مرور السنين وتأخر هطول الامطار اصبحت هذه الابار تقل مياهها شيئا فشيئا حتى ان البعض منها جف مما تسبب في ايقاع اصحاب المزارع بمشكلة فهم ليس امامهم الا امران احلاهما مر أما يتركونها تموت نخيلها او يقومون بشراء المياه ولكن بالتالي اصبحت اغلبية الابار جافة وكل ذلك بسبب عدم ايجاد هذا السد.
وعود
ويقول عبدالرحمن الرشاش احد منسوبي محكمة الارطاوية يوجد معاملة لسد الارطاوية احيلت من مقام مجلس الوزراء الى وزارة الزراعة في اواخر سنة 1418هـ وقد افادت الوزارة في وقتها بأنه سوف تنفذه في ميزانية عام 1419هـ ولكن حتى الآن لم يحصل شيء من ذلك بل مازال الامر غائبا والمواطنون ينتظرون فها هي ست سنوات الآن تمر على ذلك الاجراء ونحن ننتظر، ولكن اليوم امالنا معقودة بالله ثم في وزارة المياه ونرجو ان تشمل باهتمامها تلك الاوراق التي كانت في وزارة الزراعة والمياه سابقا ولاشك انها انتقلت إلى وزارة المياه الآن فنأمل ان يحقق طلبنا فالامر اصبح ضروريا وملحا لأن المياه سوف تنقطع عن الارطاوية واهاليها خاصة انه لا يوجد أي مصادر اخرى غير الابار الجوفية فهذا املنا ومطلبنا نسوقه إلى وزارة المياه والقائمين عليها.
|