تحية عبقة وبعد..
كثيراً ما يتلكأ القلم وتضيع العبارات ويصعب صياغة قافلة الكلمات مهما تنوعت أسالايب الكاتب أو تعددت مفردات لغته وكان بارعاً في صياغتها فها أنا ذي قد تفتقت الجروح داخلي وتحرك شجون قلمي عندما قرأت مقالة للشاعر والكاتب الاستاذ عبدالرحمن العشماوي حول موضوع اليتيم بعنوان {فّأّمَّا پًيّتٌيمّ فّلا تّقًهّرً} عبر زاويته دفق قلم والتي طالما أتحفنا بمواضيعه التي تلامس شغاف المجتمع.فحينما أتحدث عن اليُتم ينزوي الحرف في حدود الكلمة وتتلاشى الكلمات المعبرة لأن اليتيم لديه أحاسيس طاغية تثور في نفسه تطحنه وتبدد ذاته مهما حاول أن يتماسك وان يلملم شتات ذاته الضائعة ولن يشعر بتلك الأحاسيس الا من جرب مرارة الفقد وذاق مر اليتم فهو يشعر بأسى يقتحم أسوار حياته ويقتل وحدته.
إن اليتيم الذي فقد أحد الأبوين أو كليهما يشعر بالألم والانكسار والضعف لأنه يرى ان اليد الحانية والقلب الرؤوم قد فارقا حياته إلى الأبد وحتى وإن وجد ملاذاً له بعد والديه فلن يكون هذا الملاذ أو هذا الإنسان بحجم والديه ورعايتهما له.
فهذا اليتيم ألا يستحق الرحمة؟.. ألا يستحق العطف؟.
فكم من دمع سكبه في الليل وكم من جرح سكن نفسه وأبى أن يندمل.. لذلك لابد ان نكفكف هذا الدمع وان نسكن هذا الجرح لنترجم حقا قول المصطفى عليه السلام «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى».
لقد ذاق المصطفى عليه السلام مرارة الفقد وصعوبة اليتم فعاش يتيماً ولكن الحق تبارك وتعالى وقف معه وآواه، يقول تعالى {أّلّمً يّجٌدًكّ يّتٌيمْا فّآوّى" } لذلك فالأجدر بالمسلم ان يكفل اليتيم وكفالته من أفضل الأعمال.. فهناك الكثير في الداخل والخارج يحتاجون إلى كفالة وهذه الكفالة لها ثوابها عظيم وخيرها عميم ويكفي ان هذه الكفالة لها اثر ايجابي في نفس اليتيم..
إن ديننا الحنيف حث على رعاية اليتيم وحذر من نهره أو قهره يقول تعالى {فّأّمَّا پًيّتٌيمّ فّلا تّقًهّرً}.
فالقهر يحمل عدة معانٍ منها النهر والزجر والظلم والاعتداء وغير ذلك من أنواع القسوة والألم.. لذلك فالمؤمن صاحب القلب الكبير لايمكن أن يعتدي على هذا اليتيم أو يأكل ماله أو يظلمه لأنه إنسان يحمل داخله قلباً سليماً خالياً من الحقد والضغائن...
وأخيراً..
فإن اليتيم يحتاج منّا إلى ابتسامة حانية ومسحة رأس هادئة ليعيش في هذا المجتمع بأمان وثقة كما يعيش غيره من بني جنسه ولايشعر مطلقاً بأنه أقل من غيره لنجعله يتطلع إلى مستقبل مشرق يحلق في سمائه الأمل وتنبعث منه رائحة التفاؤل وهذا هدفنا جميعاً..
طيف أحمد/الوشم - ثرمداء
|